شهد قطاع رأس المال الجريء في قطر نموًا استثنائيًا خلال عام 2024، حيث سجل إجمالي التمويل قيمة 115 مليون ريال قطري، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 135% مقارنة بالعام السابق.
ويأتي هذا التفوق في ظل انخفاض التمويل على الصعيد العالمي وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 19% و29% على التوالي.
أوضح عبدالرحمن هشام الصويدي، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية (QDB)، في تقرير مشترك مع منصة MAGNiTT، أن قطر أصبحت الآن رابع أكبر دولة من حيث عدد الصفقات في المنطقة، حيث تستحوذ على 5% من إجمالي الصفقات الإقليمية. كما تصدرت قطر الترتيب السادس من حيث إجمالي التمويل في رأس المال الجريء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تضاعف حصتها مقارنة بعام 2023.
يلعب بنك قطر للتنمية دورًا محوريًا في دعم هذا القطاع الحيوي، إذ استثمر على مدى التسع سنوات الماضية ما يزيد عن 302.4 مليون ريال قطري في ثمانية صناديق استثمارية. وعلى الرغم من تباطؤ الاستثمارات في بعض أسواق المنطقة، فقد سجلت قطر نموًا سنويًا مركبًا يبلغ 32%، فيما ارتفعت عدد الصفقات بنسبة 24% مقارنة بزيادة متوسطة إقليمية بلغت 7%.
وتظهر الإحصاءات ارتفاعًا ملحوظًا في جولات التمويل التي تتراوح بين 1 إلى 5 ملايين دولار، حيث ارتفعت بنسبة 19% لتشكل 35% من إجمالي الصفقات، مما يعكس ثقة المستثمرين وإشارة إلى آفاق مستقبلية واعدة.
سيطرت صناعات التقنية المالية على المشهد، حيث استحوذت على 29% من إجمالي الصفقات في قطر للعام 2024، مقابل 12% في العام السابق، وزاد حصتها في إجمالي التمويل من 14% إلى 41%، مما ساهم في جذب تمويل قدره 46 مليون ريال قطري.
وفي قطاعي الطيران والدفاع، والنقل واللوجستيات، برزت صفقات مميزة مثل صفقة شركة Emma Systems وصفقة Pass Delivery، التي لعبت دورًا رئيسيًا في دفع النمو.
وخلال عام 2024، شكلت الصفقات الخمسة الكبرى 48% من إجمالي التمويل، حيث بلغ مجموعها 55 مليون ريال قطري، وهو ضعف قيمة الصفقات العشرون الكبرى من عام 2023. وتصدرت شركة Emma Solutions القائمة بصفقة تبلغ 15 مليون ريال قطري.
ذو صلة | الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جمعت 2.3 مليار دولار في 2024
ساهم بنك قطر للتنمية في تعزيز النظام البيئي للاستثمارات من خلال مبادرات مثل برنامج استثمار الشركات الناشئة في قطر وشراكات مع Global Ventures و Raed Ventures، حيث كان البنك الداعم الرئيسي في 20 من أصل 31 صفقة تم إبرامها خلال العام. كما لعبت الشركات الكبرى، بما في ذلك شركات القابضة، دورًا بارزًا حيث شكلت نسبة 63% من إجمالي المستثمرين.
وشهد القطاع مشاركة عالمية مع دخول مستثمرين من سنغافورة مثل Fingular ومن الولايات المتحدة مثل Vertex Energy and Trading، مما عكس نموًّا استثنائيًا في مشاركة القطاع الخاص وصناديق الاستثمار الوطنية والدولية. وبلغت حصة الاستثمارات التي قام بها القطاع الخاص وصناديق الاستثمار 57% من إجمالي الاستثمارات للعام، مع آمال برفع هذه النسبة إلى 70% بما يتماشى مع أهداف قطر لعام 2030.