أصدر بيل غيتس مذكراته الأولى بعنوان «سورس كود: بداياتي»، في أول سلسلة من ثلاث كتب تسرد حياة مؤسس شركة مايكروسوفت.
ويقدم الكتاب سردًا شخصيًا لفترة شبابه التي تخللتها تجارب عملية وشخصية بارزة، حيث يكشف غيتس عن ذكريات من طفولته في سياتل، وتجربته القصيرة في جامعة هارفارد، وبدايات شركة «مايكروسوفت» في ألبوكيركي.
يتضمن الكتاب مواقف غير متوقعة تكشف عن جوانب من شخصية غيتس لم يُسلط عليها الضوء سابقًا، مثل حادثة مُحذرة بعد تجربة مع مخدر LSD والتي دفعته لاحقًا إلى تجنب تنفيذ مواعيد مهمة كزيارة طبيب الأسنان.
ويستشهد غيتس بنصيحة صديقه بول ألين، الذي كان يهوى موسيقى جيمي هندريكس، حيث دعا غيتس لتجربة العوالم النفسية المتنوعة ليكتسب الخبرة الصحيحة.
يستعرض الكتاب أيضًا تفاصيل مؤسسة شركة «مايكروسوفت» في بداياتها حيث كانت الشركة تعتمد على تمويلات متواضعة، إذ اضطر الفريق في إحدى المرات للاقتراض بمبلغ 7,000 دولار من أحد الموظفين الجدد لمواصلة النشاط.
كما يظهر من خلال السرد مدى تأثر غيتس ببيئته في سياتل وكيف أن نشاطاته في مجموعات Lakeside Programming Group شكّلت الأساس للانطلاقة الريادية التي تبعها.
كما تطرق الكتاب إلى علاقاته الشخصية والعميقة، لا سيما الصداقة مع زملائه مثل كنت إيفانز، الذي كان له تأثير كبير على اهتمامه بمجالات الاقتصاد والأعمال. ويتناول غيتس كذلك لحظاته المؤلمة وفقدان الأصدقاء، مما يضفي على السرد بُعدًا إنسانيًا إلى جانب الجانب الريادي والعملي.
ويقدم غيتس في الكتاب لمحة عن تطوّر صناعة الحوسبة قبل خمسين عامًا، مشيرًا إلى انتقال الحوسبة من رفاهية محدودة إلى سلعة تقنية شائعة، في معادلة تشبه الانتقال الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي اليوم. إذ يرى أن «الذكاء أصبح متاحًا بدرجة أكبر، وهو تحول يتفوق في أهميته على تحول الحوسبة نفسها».
على الرغم من أن كتاب «سورس كود» يركز على الفترة المبكّرة من حياة بيل غيتس ولا يتطرق إلى تفاصيل الفترات اللاحقة التي تحولت فيما بعد إلى قصة نجاح عملاقة لشركة مايكروسوفت، إلا أنه يقدم قراءة مليئة بالتفاصيل الدقيقة واللحظات الشخصية التي لم تروَ من قبل.
ويعكس الكتاب رؤية غيتس كرجل أعمال مبتكر وطفل فضولي، لديه القدرة على تحويل التحديات والاختلافات الشخصية إلى مصدر قوة وإبداع.
يختتم غيتس المذكرات بإقرار عن طبيعته المُعقدة، معربًا عن أمله أن يجد القراء في تجربته الشخصية ما يلهمهم لتجاوز الصعوبات وتحويل نقاط الضعف إلى نجاحات مستقبلية، مما يجعل من «سورس كود» إضافة قيمة إلى عالم السير الذاتية الريادية.
اقتراح المُحرر:
تابع عالم التقنية على
