أسدل الستار على النسخة 26 من بطولة كأس الخليج التي استضافتها الكويت بسخاء كعادتها ودفء القلوب، مغلفة بكرم الضيافة وحسن التنظيم والأجواء الجميلة الرائعة في كل زاوية من ثناياها، وأبهى ختام في الوفاء بتكريم أساطير اللعبة ممن تركوا بصمات ورسموا أوقات سعادة على مدى مسيرتهم الخالدة، ونبارك للأشقاء في مملكة البحرين ملامسة اللقب للمرة الثانية في تاريخهم وكسر العقدة العمانية التي لازمتهم في مباريات إقصائية سابقة.
استحقّ الفريقان اللذان وصلا للنهائي، الإشادة من الجميع على الجماعية والتحولات السريعة والأداء المتطور، وفي الألفية الجديدة أثبت (الأحمران) علو كعبهما للوصول إلى نصف النهائي عبر دورات الخليج المتعاقبة، وتعتبر مشاركات منتخب عمان (سامبا الخليج) جيدة إلى حد كبير فهو تمكن من اعتلاء منصة التتويج والتواجد بين الثلاثة الكبار في العديد من المرات، وتوج باللقب في مناسبتين، ويعيش أفضل أيامه خلال السنوات القليلة الماضية، كما كان للبحرين (محاربو دلمون) نصيب من تألق السنوات الماضية وفاز بلقب 2019.
المفارقة الغريبة تمكن المنتخبين البحريني والعماني في المنافسة والاستمرارية خلال نسخ البطولة الماضية، على الرغم من عدم ارتياد مسابقاتهم المحلية ركب وعجلة الاحتراف، وتفوقوا على من اتخذوا مسار الاحتراف منذ زمن، وتجاوزوا بهذا الثبات المنظومة الكروية الصحيحة ومفهومها الكامل الشامل، من لوائح وقوانين وواجبات منصوصة، والتي لم يتحقق منها لدينا سوى العقود العالية، والمصروفات الباهظة وزيادة الامتيازات للاعبين.
مع استمرارية النتائج المخيبة للآمال، تواجهنا عدة تساؤلات تطرح نفسها علينا؟ هل هذا هو واقع كرتنا ونتائجها من تطبيق الاحتراف؟ أم لا يوجد تطبيق حقيقي لمنهجية واضحة للاحتراف الرياضي، أم أن بطولة كأس الخليج لا تخضع لمعايير ومقاييس واعتبارات؟ ورغم الخطوات والاجتهادات والحلول التي من شأنها ترسيخ مفهوم الاحتراف، إلا أننا نجد أنفسنا مازلنا في مسافة بعيدة من تحقيق التطلعات، أمام فرق ودوريات ومسابقات لاتزال هاوية، لكن أثبتوا بالأفعال أنه بالإصرار والإرادة يصبح الأمر مختلفاً ومغايراً.