أتقدم لك مدرب منتخبنا القدير باولو بينتو بالامتنان والعرفان على مجهوداتك واجتهاداتك -اتفقنا معها أو اختلفنا- وأود بكل ودٍ أن أوجه لك هذه الكلمات، وكلّي رجاء وأمل أن تتقبلها برحابة قلب وسعة صدر.
أولاً: حار فكري وأثار عجبي ثلاثة مواقف منكم، أوّلها: عندما رأيتك-في مباراة كوريا الشمالية على أرضنا- واقفاً أمام الدكة وأنت تقضم أظافر أصابعك قبل تسجيلنا هدف التعادل.. فقلت في نفسي أهو عجز منك أم قلة حيلة أم عدم التزام من الفريق بخطتك أم هو عدم ثقتك بالأدوات التي بين ظهرانيك من أن توصلك إلى مبتغاك؟ وثانيها: إصرارك على استدعاء من هم احتياطيون في فرقهم، ممن قد لا تتوفر لديهم الحساسية والجهوزية الكروية.. وطبعاً لا أريد هنا فتح موضوع عدم اختيارك لمبخوت الذي يزداد تألقاً وتوهجاً يوماً بعد يوم! وثالثها: رفضك المتكرر للإدلاء بالهدف الواضح من المباريات أو من هذه التصفيات، فلا نسمع منك إلا: «لا أعدكم بشيء إلا ببذل الجهد».
ثانياً: رغم ما مررنا به من مرارة مُرّة في مباراتنا مع طاجيكستان في بطولة كأس آسيا الماضية، وقناعة الكثرة من جمهورنا بوعورة طريق استمرارك مدرباً لمنتخبنا، إلا أن التألق المرضي التدريجي والتصاعدي من مباراة أوزبكستان ثم قيرغستان وبعدها قطر وقبل ذلك مع إيران يحسب لك بكل مهارة وجدارة.. وما اختيار عناصر مؤثرة مثل ميلوني وغيره وإيصال لاعبينا إلى مستوى مقنع وأداء مبدع، ما هو إلا نتاج وثمرة لأمرين: عملك الجيد في الفترة الأخيرة وتغيّر قناعاتك السابقة«غير المقنعة»..فـ«برافو يا بينتو».
ثالثاً: أضع بين يديك أنموذجاً تشجيعياً إماراتياً فريداً مطرزاً بحب الوطن، مواطن اسمه أبوخليفة.. شاهد الفوز الكبيرعلى قطر وهو في مشفاه يغسل كليته، فاتصل بقناة الشارقة الرياضية، مبتهجاً ومحدثاً عن عميق فرحته وكبير سروره بفوز منتخبنا وتجدد آمال صعوده.. ومعبراً عن أنه لم يشعر بأي ألم.. أقول لك بكل بساطة: هذا هو حال المُحب فينا يا بينتو، عليلاً كان أم صحيحاً، فكيف ستكون فرحة المتيمين منا لو تأهلنا؟
وأنا في الختام إذ أكرر شكري وتقديري لك على كل ما تقدمه للمنتخب، أود أن أشدد على نقطتين أخيرتين، الأولى: هذا منتخب بلادنا.. وهو عشقنا وأعز ما نملك في رياضتنا.. أمانة في عنقك، فنوصيك به خيراً.
الثانية: إن لدورة الخليج مكانة عظيمة ومنزلة خاصة عميقة في قلوب أبناء الخليج عامة ونحن خاصة.. ولا نقول لك عنها إلا كما قال «فارس تعليقنا» يوماً: «البطولة.. نجيب راسها يعني نجيب راسها»-بإذن الله وتوفيقه-لأجل اليوم الوطني لاتحادنا الثالث والخمسين.