افتتحت ديوانيات بطولة كأس الخليج العربي فعالياتها باستضافة بشار عبدالله نجم الكرة الكويتي السابق والذي يشغل منصب مدير الهيئة العامة للرياضة في الكويت، وكان في ضيافة مقدم الندوة فهد السبيعي المحاضر في إحدى الجامعات الكويتية، وكان عنوان الندوة حول كيفية صناعة النجم.
زيدان لاعب فنان فقط..
كان بشار عبدالله واضحاً، وقال: النجومية الحقيقية للاعبي الكرة تفرض نفسها بعد الاعتزال، موضحاً أن النجومية سلوك وأسلوب ومظهر وجوهر وتعامل مع الآخرين، ومن المهم أن تعرف كيف تسوّق لنفسك، ومهما كنت تعمل في الملعب وأنت لست مؤثراً في المجتمع وغير مقبول والناس «تكش منك» فلن تكون نجماً، ولكن قبول المجتمع لك يجعلك نجماً، وهذا يظهر من خلال استقبالهم لك، واحتفالهم بك وتعاملهم معك.
وتابع: «كمثال عندي النجومية الحقيقية ما زالت تتجسد في النجم السعودي ماجد عبدالله، ولمست ذلك من خلال تعاملي معه في تحليل مباريات كرة القدم لإحدى القنوات، وعن نفسي أتعمد أن أحضر مبكراً لأي مكان يكون عندي فيه موعد، ولكن ماجد هزمني، وكم حاولت أن أحضر قبله فلم أستطع، إضافة إلى أنه خلال استقباله لي منحني حقي بالضبط ولم يزد ولم ينقص».
وأكد أن «التأثير في المجتمع مهم لذلك أقول بكل صراحة إذا أردنا أن نقارن بين زين الدين زيدان وديفيد بيكهام مثلاً في الملعب، فزيدان لاعب فنان، ولكن خارج الملعب بيكهام هو النجم المؤثر في أمور كثيرة».
انخفاض النجومية
وأضاف بشار: «الحمد لله في عهدي بالملاعب، لم تكن هناك سوشيال ميديا فهي من الأسباب والعوامل التي تسهم في انخفاض درجة النجومية، وعلى سبيل المثال، اللاعبون حالياً أصبحوا متاحين للجميع، وفي السابق كان الجمهور ينتظر طويلاً كي يشاهدك أو يلتقيك بالصدفة، وأضاف السوشيال ميديا أسهمت في أن يكون الأخذ والعطاء في الردود متبادل، وذات مرة سألت أحد النجوم، وقلت له «الكل يمدح فيك ولم تقل شكراً لأي منهم، وشخص واحد انتقدك وبقيت ترد عليه طول الوقت»، فرد عليّ هذا المشهور أو النجم بأن تأثير هذا الشخص الواحد أقوى من تأثير البقية الذين يعجبون بي».
ورأى بشار «من عيوب وسلبيات السوشيال ميديا أن الجرأة في النقد أحياناً تتعدى الحدود وتصل مرحلة التجاوز، وتسببت أيضاً في فقدان النجومية لهيبتها».
وقال متابعاً: «من الصعب على أي رياضي غير لاعب كرة القدم أن يحوز على النجومية بمعناها الحقيقي ويصبح رمزاً في المجتمع، ومع احترامي لبقية الألعاب الجماعية والفردية أعتقد أنه لن يكون صاحبها نجماً ما لم يحقق ميدالية أولمبية أو يفوز ببطولة عالمية».
وكشف أنه خلال توليه منصب مدير عام الهيئة، اجتمع مع أفضل لاعبي الألعاب الفردية، وقال: «لاحظت أنهم يعانون عدم الإعداد النفسي والتهيئة قبل المشاركة في البطولات، وعن نفسي كنت لا أنام قبل المباراة أو الليلة التي تليها المباراة، ومعي عدد من الزملاء اللاعبين يعانون الشيء نفسه، وبعد نقاش مع الإدارة اقترحوا أن يحضروا لنا طبيباً نفسانياً أو معداً نفسياً، ولكن نحن زعلنا وقلنا «نحن مش مجانين عشان تأتوا لنا بمعد نفسي»، ولكن مع مرور الوقت أصبح للمعد النفسي وضع مميز وأصبح مطلوباً في التهيئة.
وأوضح بشار أنه خريج علوم سياسية وأن ممارسة الرياضة أسهمت في تنمية مهاراته الذهنية، وقال: كنت أحفظ كل شيء، وأفهم بسرعة من واقع حقيقة أن العقلَ السليم في الجسم السليم.