«إي بي سي نيوز»
يلعب ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، دوراً كبيراً في تشكيل مناخ كوكبنا. وفي السنوات الأخيرة تزايدت مستوياته في الغلاف الجوي، وهو اتجاه يرتبط بالأنشطة البشرية وتأثيرها في البيئة.
إن حرق الوقود التقليدي، وإزالة الغابات، والعمليات الصناعية هي بعض الأنشطة البشرية الأساسية المسؤولة عن إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الهواء. وأدت هذه الأنشطة إلى زيادة في التركيز الإجمالي لثاني أكسيد الكربون، ما ساهم في ظاهرة تغير المناخ.
ومن بين الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا الاتجاه الفجوة المتزايدة الاتساع بين أعلى وأدنى مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام. وفي حين أن الزيادة الإجمالية بمستويات ثاني أكسيد الكربون ظاهرة موثقة جيداً، فإن التفاوت المتزايد بين مستويات الذروة والحضيض يمثل لغزاً أكثر غموضاً يتعين على العلماء حله.
وأدت الأنشطة البشرية إلى تغيير كبير في دورة الكربون الطبيعية، ما أدى إلى فائض من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. إذ يطلق احتراق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة والنقل والعمليات الصناعية كميات كبيرة من الكربون في الهواء. كما أن إزالة الغابات تزيد من تفاقم المشكلة من خلال الحد من قدرة الكوكب على امتصاص الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي.
ونتيجة لهذا فقد تزايد تركيز الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير على مر السنين. ويترتب على هذا الارتفاع آثار بعيدة المدى على نظام المناخ على الأرض، حيث يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتغيرات في أنماط الطقس.
ورغم أن الاتجاه العام لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون مفهوم جيداً، فإن التباين المتزايد في الدورة السنوية لتركيزات الكربون يشكل لغزاً أكثر تعقيداً. فقد لاحظ العلماء فجوة متزايدة الاتساع بين مستويات الذروة لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام، وهو ما يشير إلى تقلبات موسمية أكثر وضوحاً.