قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إن التعريفات الجمركية ستُفرض على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لكنه أشار إلى أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا.
وأدى ترامب إلى إحداث حالة من الذعر في الأسواق العالمية بعد تنفيذ تهديده بفرض تعريفات جمركية على أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين؛ حيث فرض تعريفات بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، و10% على السلع من الصين. ومن المقرر أن تدخل التعريفات حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.
وانتقدت الدول الثلاث هذه الرسوم. وردّت كندا بفرض عقوباتها الخاصة على الواردات الأمريكية، وهدّدت المكسيك بالقيام بنفس الشيء. وقالت الصين، إنها سترفع دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية.
وعندما سُئل، الأحد عن احتمال فرض تعريفات جمركية على السلع من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قال ترامب لهيئة الإذاعة البريطانية، إن كليهما يتصرفان «خارج الخط»، لكن الاتحاد الأوروبي يتصرف بشكل أسوأ، وأن التعريفات الجمركية قد تُفرض على الكتلة «قريباً جداً».
وعلق عند وصوله إلى ماريلاند: «إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون أيّ شيء تقريباً، ونحن نأخذ منهم كل شيء. ملايين السيارات، وكميات هائلة من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية». وقال، إنه لا يوجد جدول زمني لفرض الرسوم الجمركية، لكنها ستأتي «قريباً جداً».
التوازنات التجارية
لطالما اتهم الرئيس ترامب عدداً من أكبر شركاء أمريكا التجاريين باستغلال الولايات المتحدة، مشيراً إلى العجز التجاري الكبير والمستمر. يرى ترامب الرسوم الجمركية كوسيلة لتصحيح التوازن، بحجة أن السياسة ستعزز الوظائف والنمو في الولايات المتحدة. ويحذر المنتقدون من أن الرسوم ستضر أيضاً بالمواطنين الأمريكيين؛ حيث تنتقل التكاليف إلى المستهلكين.
يُنظر إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره التالي في قائمة التعريفات الجمركية التي وضعها ترامب، نظراً لأنه أكبر كتلة تتاجر مع الولايات المتحدة وقد تعرّض لانتقادات متكررة بسبب فائضه التجاري المستمر مع الولايات المتحدة. وتُظهِر بيانات المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حقق فائضاً تجارياً بقيمة 155.8 مليار يورو (159.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في السلع في عام 2023، لكنه سجل عجزاً قدره 104 مليارات يورو في الخدمات.
تشكل الآلات والمركبات الجزء الأكبر من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حسب مجموعة المنتجات، تليها المواد الكيميائية والسلع المصنعة الأخرى والمنتجات الطبية والصيدلانية.
العجز التجاري
ووصف ترامب، يوم الأحد، العجز التجاري للولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بأنه «فظاعة»، مكرراً تعليقاته السابقة بأن الكتلة «استغلت حقاً» علاقتها بالولايات المتحدة.
واقترح مسؤولون من الاتحاد الأوروبي سابقاً أن الكتلة يمكن أن تستجيب للرسوم الجمركية الأمريكية «بطريقة متناسبة»؛ حيث أكدت المفوضية الأوروبية، يوم الأحد، أنها «ستردّ بحزم».
وقال متحدث باسم المفوضية، في بيان: «إن تدابير الرسوم الجمركية الشاملة ترفع تكاليف الأعمال وتضر بالعمال والمستهلكين. تخلق الرسوم الجمركية اضطراباً اقتصادياً غير ضروري وتدفع التضخم. إنها مؤذية لجميع الأطراف».
وأضاف المتحدث باسم المفوضية الأوروبية: «في الوقت الحالي، لا علم لنا بأية تعريفات جمركية إضافية يتم فرضها على منتجات الاتحاد الأوروبي. إن علاقتنا التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة هي الأكبر في العالم. هناك الكثير على المحك. يجب أن ننظر معاً في تعزيز هذه العلاقة».
تحييد بريطانيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أنه لن يفرض رسوماً جمركية على بريطانيا على الفور، وأبقى على احتمال التوصل إلى تسوية مع لندن، قائلاً: «أعتقد أنه يمكن التوصل إلى حل».
وأشار، «كان رئيس الوزراء (كير) ستارمر لطيفاً للغاية. لقد عقدنا اجتماعين، وأجرينا العديد من المكالمات الهاتفية، ونحن نتفق بشكل جيد جداً، وسنرى ما إذا كان بإمكاننا تحقيق التوازن (في تجارتنا) أم لا». (وكالات)