لأول مرة في التاريخ، تجاوزت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن محطات الطاقة الأمريكية العاملة بالغاز الطبيعي مليار طن متري في عام 2024، ما يمثل عتبة جديدة للتلوث في أكبر منتج ومستهلك للغاز في العالم.
ووصلت انبعاثات الغاز إلى 1.003 مليار طن، بزيادة 3.6% عن عام 2023، وبارتفاع بنسبة 40% منذ عام 2015، وفقاً لبيانات من منظمة «إمبر». وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبدو كبيرة، إلا أنها تحتاج إلى سياق إضافي. فقد انخفضت انبعاثات محطات الفحم في الولايات المتحدة إلى أقل من 620 مليون طن في العام الماضي، وهو أدنى مستوى مسجل نتيجة انخفاض تاريخي في إنتاج الطاقة من الفحم.
وبما أن محطات الفحم تطلق 77% أكثر من ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة كهرباء مقارنة بمحطات الغاز، فإن انخفاض استخدام الفحم يكشف عن تخفيضات كبيرة في التلوث العام في نظام الطاقة الأمريكي، حتى مع ارتفاع انبعاثات الغاز.
وبفضل تقليص استخدام الفحم، ارتفعت انبعاثات الطاقة في الولايات المتحدة من جميع أنواع الوقود الأحفوري بنسبة طفيفة بلغت 0.5% فقط في عام 2024 مقارنة بعام 2023، لتصل إلى 1.64 مليار طن، أي بانخفاض قدره 19% منذ عام 2015.
وعلاوة على ذلك، تزامن هذا الانخفاض مع وصول إجمالي إنتاج الكهرباء إلى مستويات قياسية في عام 2024.
وساعد الارتفاع السريع في إنتاج الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، والرياح، والطاقة الكهرومائية، والطاقة النووية، على تلبية معظم الزيادة في استهلاك الكهرباء خلال السنوات الأخيرة. فقد ارتفع إجمالي إنتاج الطاقة النظيفة بنسبة 35% منذ عام 2015، مدفوعاً بزيادة تقارب ثمانية أضعاف في إنتاج الطاقة الشمسية وأكثر من الضعف في إنتاج مزارع الرياح خلال نفس الفترة.
ومع ذلك، لا يزال الوقود الأحفوري يشكل العمود الفقري لنظام توليد الكهرباء في الولايات المتحدة، حيث وفر أكثر من 58% من إجمالي الكهرباء في العام الماضي.
وتخطط شركات الطاقة لخفض إضافي في استخدام الفحم خلال العقد الجاري، مع إضافة المزيد من مصادر الطاقة المتجددة إلى مزيج الإنتاج لضمان تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. لكن من المتوقع أن تعتمد الشركات بشكل أكبر على الغاز الطبيعي، خاصة لتلبية احتياجات التوازن في النظام عندما يتعذر على مصادر الطاقة المتجددة تلبية الطلب.
ووفقاً لمنظمة «إمبر»، يعتمد أكثر من 30 ولاية أمريكية على الغاز الطبيعي لتوليد 30% أو أكثر من احتياجاتها الكهربائية. وتستخدم 13 ولاية الغاز لتلبية أكثر من 50% من احتياجاتها، بينما تعتمد تسع ولايات إضافية عليه لتغطية 15%-30% من الكهرباء.
وعلاوة على ذلك، يجري بناء أو التخطيط لما يقرب من 50 محطة تعمل بالغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، بسعة إجمالية تقترب من 30,000 ميغاواط، وفقاً لبيانات «جلوبال إنيرجي مونيتور».
ويعني الاعتماد الكبير على المحطات الحالية والجديدة، أن الغاز الطبيعي سيبقى جزءاً أساسياً من نظام الطاقة الأمريكي لعقود قادمة، حتى مع زيادة إنتاج الطاقة المتجددة.
لكن بعض هذه المحطات الغازية ستحل محل محطات الفحم المتقاعدة، التي يبلغ متوسط عمرها 45 عاماً وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وبالتالي، حتى مع دخول المزيد من قدرات الغاز الخدمة، سيتم إغلاق بعض أكثر محطات الفحم تلويثاً خلال نفس الفترة. وهذا من شأنه أن يحد من التلوث الإجمالي الناتج عن الوقود الأحفوري، على الرغم من زيادة اعتماد نظام الطاقة الأمريكي على الغاز الطبيعي.