ارتفعت الأسهم الأمريكية، الثلاثاء، في أولى جلسات عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث اعتبرت وول ستريت تعليقات الرئيس ترامب وإجراءات اليوم الأول بشأن التجارة الدولية أكثر ليونة مما كان يخشى في البداية.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.56%، في حين صعد مؤشر داو جونز الصناعي 202 نقطة، أو 0.47%. وكسب مؤشر ناسداك بنسبة 0.51%.
وتأتي «وول ستريت» من عطلة، الاثنين، بمناسبة ذكرى مارتن لوثر كينج، والتي تزامنت مع حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال ترامب: «إنه يفكر في فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا في الأول من فبراير بسبب سياساتهما الحدودية أثناء توقيع الأوامر التنفيذية في اليوم الأول بالبيت الأبيض ليلة الاثنين». كما ذكر الصين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً جمركية على البلاد، إذا لم توافق على صفقة تيك توك.
سياسات تجارية غير عادلة
أصدر ترامب مذكرة واسعة النطاق يوجه فيها الوكالات الفيدرالية لدراسة ما يعتبره سياسات تجارية غير عادلة مع الدول الأجنبية. ولكن الرئيس لم يأذن بفرض رسوم جديدة في أول يوم له في المكتب البيضاوي، وهو ما اعتبره المستثمرون علامة على أنه قد يكون أقل حماسة لإصدار الرسوم الجمركية مما كان متوقعاً في السابق.
كذلك دعا إلى إعادة النظر في اتفاقية واشنطن للتجارة مع المكسيك وكندا واتفاقها مع الصين، ما أدى إلى هدنة في حرب رسوم جمركية سابقة.
وقال أليكس فيليبس، كبير خبراء الاقتصاد السياسي الأمريكي في جولدمان ساكس، في مذكرة للعملاء: «كانت إعلانات سياسة الرئيس ترامب في يوم تنصيبه بشأن الرسوم الجمركية حميدة أكثر مما كان متوقعاً».
واعتبر أن «لغة ترامب حول كندا والمكسيك كانت في الواقع أكثر تشدداً مما توقع». ومع ذلك، قال الخبير الاقتصادي: «إنه يخفض احتمالات فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية شاملة على جميع الواردات هذا العام، وهو ما يمكن أن يمنح الثقة للمتداولين الذين كانوا حذرين في الأصل من أن سياسة واسعة النطاق من شأنها أن تعيد إشعال التضخم».
وبصرف النظر عن سياسة التجارة، سوف تركز وول ستريت على متابعة ترامب للتصريحات المؤيدة للأعمال التي أطلقها طوال حملته، وأبرزها دعواته إلى فرض لوائح تنظيمية أكثر مرونة ساعدت على رفع أسهم البنوك بعد فوزه بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني. ومن المرجح أن تكون المكونات الأخرى لما يسمى بتجارة ترامب، بما في ذلك الشركات الصغيرة، وأسهم النفط، والبيتكوين، شديدة الحساسية لما تفعله إدارته.
وفي خطاب تنصيبه، وصف الرئيس عودته إلى البيت الأبيض بأنها بداية فترة من النمو والنجاح للبلاد، بينما دان إلى حد كبير إدارة بايدن. كما أعلن ترامب، الاثنين، حالة طوارئ وطنية للطاقة لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري.
ويأتي سوق الأسهم بعد أفضل أسبوع له منذ الفترة التي أعقبت انتخاب ترامب. فقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.9% الأسبوع الماضي، وهو أفضل أداء أسبوعي منذ الفترة التي انتهت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني. وقفز مؤشر داو جونز بنسبة 3.7%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.5%.
فرض رسوم على المكسيك وكندا
وقال ترامب في البيت الأبيض: «نفكر في فرض رسوم بنسبة 25% على المكسيك وكندا، لأنهما تسمحان لأعداد هائلة من الناس.. وكندا أيضاً هي دولة مسيئة جداً.. بدخول بلادنا، وأيضاً بدخول الفنتانيل». وأضاف أنه يفكر في فرض الرسوم اعتباراً من الأول من فبراير.
وقال في خطاب تنصيبه: «بدلاً من فرض ضرائب على مواطنينا لإثراء بلدان أخرى، سنفرض رسوماً جمركية وضرائب على البلدان الأخرى لإثراء مواطنينا».
وفي تصريحاته في المكتب البيضاوي، تحدث ترامب عن اختلال الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي أيضاً، قائلاً، إنه لا يستورد ما يكفي من المنتجات الأمريكية.
وأضاف أنه «سيصلح ذلك» عبر اللجوء إلى الرسوم أو حض التكتل على شراء المزيد من النفط والغاز. (وكالات)
