إعداد: خنساء الزبير
تحرز دولة الإمارات تقدماً كبيراً في الألعاب الإلكترونية، وبفضل ميزتها الجغرافية كجسر بين أوروبا وآسيا، إلى جانب البنية الأساسية الرقمية القوية مثل شبكات الجيل الخامس ومراكز البيانات، فضلاً عن السياسات المواتية للأعمال التجارية، مثل الحوافز الضريبية والصناديق التنظيمية، برزت الدولة كمركز رائد للابتكار في الشرق الأوسط. وهي الآن تضع صناعة الألعاب في مرحلتها التالية من النمو.هذا ما قالته شركة الألعاب الكورية «تايغر ريسيرش»، المتخصصة في الأبحاث والاستشارات التجارية في سوق ويب 3 في جميع أنحاء آسيا، والتي تستكشف الفرص المحتملة في منظومة ألعاب ويب3 في دبي، باعتبارها وجهة هذه التقنية الرائدة في العالم، وتضع نفسها كمركز عالمي للألعاب.
وفي عام 2023، تجاوز سوق الألعاب الالكترونية في دولة الإمارات 420 مليون دولار، بمعدل نمو سنوي قوي بلغ 8.94%، ويشارك 90% من السكان في هذه الألعاب، ويقضي 23% منهم أكثر من 11 ساعة في الأسبوع، مما يؤكد دور الصناعة كمحرك اقتصادي وثقافي رئيسي في الدولة، حسبما ذكرت الشركة.
وبناءً على أسسها القوية في صناعة الألعاب الإلكترونية، تهدف الإمارات إلى قيادة سوق الويب 3 الناشئة. وحددت رؤية طموحة لدفع قطاع الألعاب العالمية القائمة على تقنية البلوك تشين، مع التركيز على رعاية المواهب المحلية ودعم الشركات الناشئة، وجذب الشركات العالمية، التي تسعى إلى نظام بيئي مستقر ومبتكر.
استراتيجية تنافسية
قدم تقرير «تايغر ريسيرش» تحليلاً متعمقاً لاستراتيجية دولة الإمارات، لتعزيز صناعة ألعاب الويب 3، مع التركيز على الإطار الاستراتيجي المتمركز حول دبي، وتناول التقرير الفرص المحتملة لتقديم فهم شامل لهذا القطاع المتطور.
وأشار التقرير إلى جهود دولة الإمارات في تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، ومن هذه الجهود تركيزها على تعزيز الصناعات الرقمية. مبيناً أن قطاع الألعاب يبرز كمجال عالي الإمكانات، حيث يجمع بين الأهمية الثقافية والفرصة الاقتصادية. ومع ارتفاع أعداد المستخدمين والنمو السريع، أصبحت الألعاب محركاً محورياً للتحول الرقمي.
وتتبنّى الدولة نهجاً متميزاً في صناعة الألعاب وفي الوقت الحالي، تهيمن الولايات المتحدة والصين على السوق العالمية.
ولتحقيق القدرة التنافسية، تضع الإمارات الأساس لنمو الطويل الأجل، من خلال التعاون النشط مع شركات الألعاب الكورية الرائدة مثل «ان سي سوفت» NCSoft وكوم تو أس«Com2us. وتوفر هذه الشراكات مساراً سريعاً لإنشاء نظام بيئي قوي للألعاب، من خلال الاستفادة من خبرة وموارد قادة الصناعة الراسخين.
وتتيح هذه الاستراتيجية للإمارات بناء قاعدة تنافسية في أسواق الألعاب الإلكترونية التقليدية، وفقاً لما ذكرت «تايغر ريسيرش».
ومع ذلك، فإن المنافسة داخل هذه الأطر القائمة تحدّ من إمكانية التمايز الواضح، وإدراكاً لهذا من المرجح أن تعمل الإمارات على صياغة استراتيجيات تتجاوز الألعاب التقليدية، وتهدف إلى وضع مكانة فريدة في القطاعات الناشئة مثل ألعاب ويب3، حيث يمكن لدمج الإبداع وتقنية البلوك تشين أن يوفر ميزة حاسمة.
محورية دبي
ذكر التقرير التركيز على الإطار الاستراتيجي المتمركز حول دبي، وكيف أن النهج الاستباقي الذي تنتهجه الإمارة في تنويع الاقتصاد يبرز بشكل خاص. وكجزء من استراتيجية التنويع، حددت دبي تقنية البلوك تشين والأصول الافتراضية كمحركات للنمو من الجيل التالي.
ووصفت«تايغر ريسيرش» نهج دبي بأنه يجمع بين تنمية المواهب والأطر التقنية القوية، ودعم الابتكار لضمان الريادة في سوق الألعاب في المستقبل، ومن خلال دمج تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي وويب3، تسعى دبي إلى إعادة تعريف نموذج صناعة الألعاب، ووضع نفسها كمركز عالمي للابتكار الرقمي من الجيل التالي.
ومع الهدف الطموح المتمثل في أن تصبح واحدة من أكبر 10 اقتصادات في العالم، تخطط دبي لجذب أكثر من 1000 شركة تعمل في مجال البلوك تشين والأصول الافتراضية، وفقاً للتقرير، الذي لفت إلى أن هذه الرؤية، أدت بالفعل إلى نتائج مهمة حيث أنشأت شركات عالمية مثل باينانس، وFTX، و«كريبتو.كوم» مقار إقليمية في دبي.