15 ديسمبر 2024, 9:58 صباحاً
كشفت الدكتورة لانا عبد العزيز، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، عن علامات تساعد الأم على التمييز بين أنواع المغص وأسبابه المختلفة عند الأطفال؛ سواء في مرحلة الرضاعة أو سن المدرسة؛ مشيرة إلى ضرورة التفرقة بين المغص المقلق والمغص غير المقلق وعلاجهما.
وحسب تقرير على موقع مجلة "سيدتي"، يصاب الأطفال بالمغص في البطن منذ الولادة وخصوصًا في مرحلة الرضاعة، وما يتبع تلك الآلام من حدوث الغازات والانتفاخات يتسبب في إزعاج الأم وحيرتها في التعامل مع هذه الأعراض، ولكن حين يكبر الطفل قليلًا فهو يستمر بالشكوى نفسها، وهو ألم في بطنه وأصبحت عبارة مغص الأطفال أكثر عبارة يسمعها الطبيب والصيدلي من الأم.
وفي مقابلة مع "سيدتي"، تكشف الدكتورة لانا عبد العزيز، عن المغص غير المقلق والمغص المقلق عند الأطفال وطرق علاجهما، وهما كالآتي:
أنواع المغص غير المقلق عند الأطفال
- المغص بسبب برد المعدة
توقعي أن يصاب طفلك بالمغص؛ أي ألم في البطن بشكل عادي وطبيعي مثله مثل أي إنسان، ولا يجب عليك القلق ما دام طفلك ينمو بشكل طبيعي بحيث يزيد وزنه وتكون شهيته جيدة بالنسبة للطعام؛ فمن الممكن أن يصاب بالمغص في هذه الحالة بسبب تعرضه لبرد المعدة، ويمكن التخلص منه سريعًا عن طريق شرب مشروب عشبي دافئ نسبيًّا مثل مغلي المريمية والكمون وغيرهما.
- المغص لأسباب نفسية
لاحظي أن طفلك قد يصاب بالمغص ويكون ذلك عند تعرضه لموقف معين أو في وقت معين؛ مثل المغص الذي يصيب الأطفال في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة، وقد يكون لأسباب نفسية يجب أن تعالجها الأم.
توقفي تمامًا عن القلق من المغص وألم البطن الذي يشكو منه طفلك ثم يتوقف عن الشكوى حين يلعب أو يجلس لمشاهدة التلفاز ثم يتذكر الشكوى بعد أن ينتهي من اللعب مثلًا، ويكون ذلك لسبب نفسي غالبًا هو لفت انتباه الأم.
- المغص تعبير رفض صنف الطعام
وفي بعض الأحيان قد يصاب الأطفال بالمغص مع موعد تناول وجبة الطعام الرئيسية، وقد يكون ذلك تعبيرًا لرفضهم لصنف الطعام وعدم الرغبة في تناوله، بينما يقبل الأطفال على تناول السناكس والحلوى والسكاكر.. فيجب أن تنتبه الأم لذلك ولا تجاري طفلها بسبب شكواه وتقوم بتقديم الطعام له بطريقة جذابة مع مشروب عشبي دافئ؛ ولكن يجب تقليل الشاي مثلًا لأنه يقلل من نسبة امتصاص الحديد في الجسم.
أشكال المغص المقلق عند طفلك.. توجهي إلى الطبيب فورًا في هذه الحالات:
- المغص الذي يوقظ الطفل من نومه العميق ليلًا
توجهي بطفلك إلى الطبيب على الفور في حال ظهر لديه المغص المقلق، وله عدة صور وأشكال مثل المغص الذي يوقظ الطفل من نومه العميق؛ حيث تلاحظين أن طفلك قد استيقظ وبدأ في البكاء في منتصف الليل مع وضع يديه على بطنه وقد يتلوى من الألم، كما قد يظهر لديه تغير في لون شفتيه ويتحول لونهما الوردي إلى اللون الباهت.. يجب القلق من بكاء الطفل الليلي عمومًا.
- المغص المصحوب بتغييرات في الجسم
لاحظي أن هناك علامات تكون مترافقة مع المغص ويجب أن تتوجهي بطفلك للفحص مثل حدوث تغير في لون البول لدى الطفل وحدوث انتفاخ في البطن، فتغير لون البول يشير إلى وجود التهابات في مجرى البول، وانتفاخ البطن قد يكون مقلقًا ويشير إلى انسداد الأمعاء.
- المغص المستمر أكثر من 3 ساعات مع ارتفاع الحرارة
اصطحبي طفلك فورًا إلى قسم الطوارئ في حال استمر المغص مع طفلك لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة وتَرافق ذلك بارتفاع درجة حرارته، ويجب أن تحددي للطبيب موضع المغص، فقد يكون الطفل لديه التهاب في الزائدة الدودية، وقد يضطر الطبيب في بعض الأحيان لإجراء عملية جراحية طارئة لاستئصالها.
- المغص المتقطع مع فقدان الوزن
اصطحبي طفلك إلى الطبيب في حال كان يعاني من نوبات مغص متقطعة، ولكن هذه النوبات أدت إلى فقدان الوزن الملحوظ عند الطفل، ويجب ألا تنتظري لمدة أطول طالما كانت النوبات متباعدة.
علاج مغص الرضع
- تدليك بطن الرضيع
قومي بتدليك بطن الرضيع بالقليل من زيت الزيتون وبأطراف أصابعك وعكس عقارب الساعة؛ وذلك حين يبدو الطفل متألمًا من المغص؛ حيث يقوم بإغلاق قبضتي كفيه الصغيرتين، ويشد ساقيه ويضمهما نحو بطنه، ويمكن تعريض بطنه لتيار من الماء الدافئ مع التدليك، ويفيد أيضًا أن تقلبي طفلك الرضيع على بطنه بحيث يلامس ركبتك وتتركيه على هذه الهيئة لعدة دقائق.
- القيام بعملية التكريع
وذلك بعد كل رضعة، ويفضل أن تتم عملية التكريع بعد نقل الطفل من الثدي الأول إلى الثاني لكي يتخلص من الهواء الذي ابتلعه خلال الرضاعة، والذي يضاعف من آلام المغص لدى الطفل في حال تراكمه.
- امتناع الأم عن تناول الكافيين والأغذية التي تزيد غازات البطن
احرصي على أن تقللي من تناول المنبهات المحتوية على الكافيين خلال مرحلة الرضاعة؛ لأنها تنتقل إلى الرضيع من خلال الرضاعة مثل القهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية، كما يجب أن تقللي من بعض المأكولات التي تحتوي على البصل والثوم والكرات والقرنبيط، والتي تزيد من تراكم الغازات في البطن لدى الأم المرضعة وتنتقل للطفل خلال الرضاعة أيضًا.
علاج المغص عند الأطفال بعد عمر سنتين فما فوق
- تحديد نوع المغص والأعراض المصاحبة
حاولي تحديد نوع المغص وألم البطن الذي يعاني منه طفلك مع مراقبة الأعراض، ففي حال وجود أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة مع بكاء الطفل وتكرار ذهابه إلى الحمام للتبول مع تغير في رائحة البول، وقد يشكو الطفل في بعض الأحيان من صعوبات في التبول وكذلك وجود حرقان في البول؛ ففي هذه الحالة يجب أن يخضع الطفل لتحليل عينة من البول، وقد يحتاج لإجراء مزرعة للبول للكشف عن سبب التهاب البول بشكل محدد ونوع البكتيريا المسببة له لكي يحصل على العلاج المناسب.
- ملاحظة أعراض حمى البحر المتوسط
راقبي بعض الأعراض التي تترافق مع حمى البحر المتوسط في حال شكوى طفلك من المغص؛ أي ألم البطن مع أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة، وأن الألم يخف ويزيد على فترات مع شكوى الطفل من ألم في جهة واحدة من الصدر نتيجة لالتهاب الغشاء البلوري، إضافة لحدوث آلام في مفاصل الركبتين والكاحلين والرسغين تحديدًا.
- التوقف عن تقديم المنتجات غير الصحية والجاهزة للطفل
توقفي تمامًا عن تقديم المنتجات غير الصحية والجاهزة التي تقدم للأطفال وتتسبب في حدوث شكوى دائمة من المغص وألم البطن؛ مثل المقرمشات والعصائر المصنعة التي تباع في علب كرتونية، وكذلك الحلويات والسكاكر ويجب على الأم أن تقدم بدائل صحية عنها متوافرة في البيت، وتعدها بنفسها وتشجع طفلها على تناولها.