14 ديسمبر 2024, 11:41 صباحاً
في أول موقف له بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري: إن "سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج".
وجاء في بيان صادر عن الحريري: "سقط الأسد، ها قد اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبة ويفتحوا أخرى، كم أنا سعيد برؤيتكم تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد أن تحررت من سجنها الكبير، اليوم تكرّسون بجميع ألوانكم ومشاربكم عرس سوريا بسقوط دكتاتورها، الذي روع السوريين واللبنانيين وابتزّ العرب والعالم".
وأضاف: "سقط النظام الذي تاجر بفلسطين أكثر من نصف قرن، بعدما باع الجولان رخيصًا وباع نفسه لكل من دفع له أو دافع عنه بوجه شعبه، سقط الأسد وسقط القناع عن القناع، ليظهر جبنه وغدره لأقرب المقربين، فلا عجب أن يغدر بسوريا وحاضنته العربية".
وتابع البيان: "سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج، هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلّها بأبشع الصور، لكن سقوط الدكتاتور لا يعني شيئًا، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد كما الطوائف والتعسف في ممارسة السلطة"؛ وفق ما نقلت "سكاي نيوز عربية".
وأكمل البيان: "إن وعي السوريين وقادة ثورتهم أذهل العالم، وأعطى نموذجًا لنبذ العنف والانتقام، وأظهر وجه الثورة الحقيقي، وحقيقة السوريين الذين قدموا للعالم نموذجًا بالتسامح والوعي، سيكون مفخرة العرب في تاريخهم المعاصر، وعبرة للأجيال القادمة".
وأكد: "وتبقى العبرة الأكبر هي المحافظة على ما أنجز، وإكمال عرس الانتقال الحضاري للسلطة، والذي سيحول سوريا الأسد الغابرة، إلى سوريا الشعب والحرية".
وقُتل والد سعد، رفيق الحريري، الذي كان رئيسًا لوزراء لبنان قبل استقالته في أكتوبر 2004، في 14 فبراير 2005 عندما فجّر انتحاري شاحنة مليئة بالمتفجرات أثناء مرور موكبه المصفّح في بيروت، وخلّف الهجوم 22 قتيلًا و226 جريحًا.
وحكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اثنين من أعضاء حزب الله غيابيًّا بالسجن مدى الحياة بجرم "التآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل المتعمد".
ودخل "الحريري" معترك السياسة بعد اغتيال والده، إلا أنه غادره فيما بعد ليترك ابتعادُه فراغًا في الساحة السنية، التي يعدّ تياره الأكثر تمثيلًا لها، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية والسياسية.