الجمعة 13 ديسمبر 2024 11:25 مساءً
أكد مندوب روسيا الدائم لدى اليونيسكو رينات ألياوتدينوف أن مناقشة تقرير الإفلات من العقاب على انتهاك حقوق الصحفيين فضح ازدواجية المعايير لدى الغرب.
وأشار ألياوتدينوف أن مناقشة تقرير اليونسكو الخاص بالإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في حق الصحفيين حول العالم للفترة بين 2022 و2023، والذي تجاهل حقوق الصحفيين الروس المنتهكة، كشف ازدواجية معايير الغرب الذي لا تحركه سوى مصالحه الجيوسياسية.
وأضاف المندوب الروسي إلى أن الجلسة التي عقدت في باريس "وجهت ضربة قوية لمصداقية دول الغرب مجتمعة، حيث كشفت بوضوح شديد ازدواجية معاييرها، فالغرب ما دام ادعى أنه يؤيد حرية التعبير وسلامة الصحفيين"، حسب تعبيره.
ولفت ألياوتدينوف إلى أن الجلسة اثبتت أن كلامهم (الغرب) ونداءاتهم فارغة تماما ولا قيمة لها، مؤكدا أن دول الجنوب العالمي رأت جوهر نظام الغرب القائم على مصالح جيوسياسية بحتة، مشددا على أنهم (دول الجنوب العالمي) كانوا غاضبين وصوتوا ضد التقرير، حسب وصفه.
ووفقا له فإن تقرير المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي ينتهك جميع مبادئ الحياد والمساواة التي تلتزم بها المنظمة، والتي من واجبها إدانة جميع الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين دون تمييز.، مؤكدا بأن التقرير الذي رفض الموافقة عليه أعطي صفة "أخذ العلم" فقط.
ولفت المندوب الروسي إلى أنه من الناحية الإجرائية تم اعتماد القرار من قبل أقلية من الوفود، "جميع الوفود العربية وتوابعها"، ولكن أكثر من 20 دولة من أصل 39 عضوا في المجلس، لم توافق على التقرير، وهي المرة الأولى التي لا تتم الموافقة على تقرير اليونسكو الخاص بالصحفيين.
ووفقا للسفير الروسي، فإن هذا الموضوع يقوض شرعية التقرير كمصدر للمعلومات حول سلامة الصحفيين، كما أوضح ألياوتدينوف أن النص أصبح "مصدرا للمعلومات المضللة".
وأكد مندوب روسيا أنه من الإنجازات المهمة للجلسة أيضا، أن أمانة اليونسكو اعترفت للمرة الأولى علنا بأن المنهجية التي تستخدمها لتقييم الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، هي وثيقة داخلية، مشيرا إلى أنها وثيقة غير متفق عليها من قبل الأعضاء، ما يجعلها غير صالحة، حسب وصفه.
وأضاف ألياوتدينوف: "لقد كشفت المناقشات التي دامت لثلاثة أيام عن طبقة واسعة من المشاكل، لكنها الآن لن تختفي تحت السجادة، لأن هذه المناقشة العلنية أظهرت لبلدان الجنوب العالمي، وفود الأغلبية العالمية، نفاق الغرب وسخريته، وهذا المشهد المخزي لن يختفي بسهولة، وسيبقى هذا الموضوع الآن موضوعا مهما وثابتا في اليونسكو، وسوف نروج له على نطاق أوسع على مستوى البلدان".
يشار إلى أن هيئة البرنامج الدولي لتنمية الاتصالات التابعة لليونيسكو، عقدت في يوم الأربعاء الماضي بباريس اجتماعا اعتياديا، حيث وضع على جدول أعمال الاجتماع، تقرير اليونسكو حول الصحفيين والذي لم يتم الموافقة عليه في نوفمبر الماضي، بسبب الموقف الروسي وعدد من الدول التي أشارت إلى التعتيم على المعلومات المتعلقة بمقتل الصحفيين.