13 ديسمبر 2024, 7:43 مساءً
لا يمضي يوم أو ليلة في غزة إلا وهناك سقوط لأعداد من الأطفال ما بين شهيد وجريح، وخلفهم أُم مكلومة ثكلى، تبكي بحرقة على فلذة كبدها الذي ذهب ولن يعود، إلا أن "أُم أسامة" رأت العجب؛ فقد عاد صغيرها إلى الحياة مرة أخرى!
ففي الوقت الذي أعلن فيه الأطباء وفاة "أسامة"، ودثروه بالكفن الأبيض استعدادًا للدفن ومواراته الثرى، كانت الأم ترفض فكرة أن يضيع منها فلذة كبدها، وأن يذهب بلا رجعة ويفارق أحضانها، فما كان منها إلا أن أطلقت صرخة مدوية بجوار جثمانه، ويشاء الله أن يستجيب لندائها؛ لينهض الطفل الذي لا يتعدى عمره 3 سنوات من مرقده، وكأنما دبت في أوصاله مرة أخرى الحياة؛ ليبقى الجميع ساكنًا لا يدري ما حدث!
وتقول الأم الفلسطينية، وهي في حالة متداخلة من الذهول والفرحة، واصفة ذلك المشهد المعجزة في مقطع مرئي متداول: "كانوا يفكرون أنه استُشهد. هو طلع على أنه شهيد، فبدأت أودعه. مسكت رجليه بودع فيه، بس ماقدرتش. صرخت بصوت ممكن هز الكون كله، وبعدما صرخت وكأن هذا الصوت أحيى الروح جوه أسامة".
وتضيف: "جاء أسامة من الكفن، وتقيأ ردمًا وحجارة، واثنين من الدكاترة شردا من الغرفة من هول المنظر"، بحسب تعبير أم الطفل.
وأشارت الأم إلى صعوبة الموقف، ولاسيما أنه طفلها الوحيد الذي جاء بعد 10 أعوام من الزواج، وفي ظل تحمُّلها المسؤولية كاملة مع غياب والده في شمال غزة، وانقطاع التواصل بينهما لظروف العدوان على القطاع.
ولا يزال العدوان الإسرائيلي على غزة قائمًا منذ عام ونيف حاصدًا أرواح المدنيين من سكان القطاع بلا رحمة ولا هوادة، لا يُفرِّق بين شجر وحجر، في الوقت الذي لا تزال المساعي لاتفاق هدنة أو وقف لإطلاق النار قائمة بين إسرائيل وحماس والوسطاء.
يُذكر أن ما يزيد على 17 ألف طفل في غزة لقوا حتفهم في العدوان الإسرائيلي، بينما يبلغ إجمالي الشهداء نحو 45 ألفًا، وفقًا لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.