الجمعة 13 ديسمبر 2024 04:12 مساءً
مع اقتراب كل عام جديد، تتزايد التساؤلات المتكررة كل عام حول حكم قراءة توقعات الأبراج، الفضول والخوف من المستقبل الذي يعتري الكثيرين ويدفعهم إلى الاطلاع على ما تخبئه الأبراج لهم، لكن السؤال يبقى: هل هذا الأمر حلال أم حرام؟ وكيف يمكن أن نبدأ السنة الجديدة بشكل صحيح، دون الوقوع في الذنوب أو الاعتقادات الخاطئة؟
حكم قراءة الأبراج في الإسلام
صرح الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأنه لا حرج في الاطلاع على الأبراج بشرط واحد، وأوضح أن الإسلام يسمح بقراءة توقعات الأبراج بدافع التسلية أو الفضول فقط، دون تصديق ما يُقال فيها.
وأضاف: "التصديق بما تتضمنه هذه التوقعات يتعارض مع عقيدة المسلم، لأن علم الغيب هو من اختصاص الله وحده"، مستشهدًا بقول الله: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا" (لقمان: 34).
شرط الاطلاع دون التصديق
بيّن الدكتور ربيع أن الاطلاع على الأبراج للتسلية فقط جائز، طالما لم يتحول إلى تصديق للتنبؤات، وأكد أن الأحداث المستقبلية بيد الله وحده. وأضاف: "يمكنكِ قراءة الأبراج كنوع من الترفيه، مع اليقين بأن ما يُقال ليس له علاقة بما سيحدث في حياتك."
الأبراج في القرآن الكريم
من جانبه، أوضح عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن الأبراج مذكورة في القرآن الكريم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ" (البروج: 1).
وأشار إلى أن العلماء فسروا هذه البروج بأنها منازل الشمس والقمر، وأن القمر يمر في كل برج يومين وثلث، بينما تمر الشمس في كل برج لمدة ثلاثين يومًا.
الفارق بين علم الفلك والدجل
أكد الشيخ عثمان أن الأبراج كعلم فلكي موجودة ولا إشكال في ذلك، ولكن ربطها بالدجل والشعوذة هو ما نهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأشار إلى أن البعض يستخدم الأبراج للكهانة والتنبؤ بالغيب، وهو أمر محرم في الإسلام.
كيف تبدأ عامك الجديد؟
لمن يرغب في بداية السنة الجديدة بشكل صحيح، ينصح العلماء بالابتعاد عن تصديق توقعات الأبراج، والتركيز على ما يقرب إلى الله من أعمال صالحة. الأبراج قد تكون موضوعًا للتسلية، لكنها ليست مصدرًا للحقائق أو الإيمان بالغيب.
قراءة الأبراج للتسلية ليست محرمة بشرط عدم تصديقها، حيث إن الغيب علم اختص الله به وحده. ومع بداية العام الجديد، من الأفضل استغلال الوقت في العمل الصالح والتفكير الإيجابي لبداية موفقة وسعيدة.