اخبار اليوم : الهمامي: الفعاليات محرك اقتصادي واتصالي بأثر مستدام بالتفصيل

في عصر تتسارع فيه التغيرات الاقتصادية والاتصالية، لم تعد الفعاليات مجرد تجمعات تهدف للقاءات الاجتماعية أو المهنية، بل أصبحت محركات رئيسية تعزز النمو الاقتصادي، وتسهم في بناء شبكات العلاقات، وتؤثر في تشكيل الصورة الذهنية للمدن والشركات وحتى الأفراد. لقد تحولت الفعاليات من كونها منصات مؤقتة إلى أدوات استراتيجية تستثمرها الحكومات والمؤسسات لتعزيز مكانتها وترسيخ تأثيرها.

وأشار علي الهمامي مستشار إدارة السمعة إلى أن الفعاليات، سواء كانت مؤتمرات، معارض، ملتقيات، أو مهرجانات، تمثل اليوم صناعة متكاملة تمتد تأثيراتها إلى قطاعات متعددة. فمن خلال تنظيم الفعاليات، يتم تحفيز الاقتصاد المحلي عبر استقطاب الاستثمارات، وتنشيط السياحة، ودعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل جديدة. ذلك أن الفعاليات تشكل بيئة حيوية تحفز الإنفاق على قطاعات متنوعة، بالإضافة لكونها منصة مثالية لربط جميع أصحاب المصلحة في حدث واحد للتأكيد على رسائل وأهداف محددة.

وصرح الهمامي بأنه وفقًا لتقارير عالمية، تسهم صناعة الفعاليات في توفير ملايين الوظائف المباشرة وغير المباشرة، من خلال الحاجة إلى متخصصين في التنظيم، والتسويق، واللوجستيات، والتقنيات الرقمية، وصناعة المحتوى، والأنشطة الاتصالية. كما أن قطاع الفعاليات يعزز القطاعات الأخرى، مثل: السياحة، والترفيه، والثقافة، وغيرها.

وأكد علي الهمامي على أنه إلى جانب كونها عنصرًا اقتصاديًا، تحمل الفعاليات بعدًا اتصاليًا مهمًا، حيث تؤثر على الصورة الذهنية للجهات المنظمة، سواء كان المنظم دولة أم جهة حكومية أو شركة أو كيان غير ربحي، وتلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الخطاب العام حول قضايا معينة، وتعزز قوة التأثير الإعلامي.

وأردف الهمامي بقوله: الفعاليات الناجحة تعكس رؤية وقيم الجهة المنظمة، وتساهم في بناء سمعتها وتعزيز مكانتها. على سبيل المثال، ملتقى صناع التأثير الذي نظمته وزارة الإعلام لم يكن مجرد حدث يجمع المؤثرين، بل منصة استراتيجية هدفت إلى إعادة تعريف دور المؤثرين وتعزيز المسؤولية الاتصالية، وهو ما ساهم في ترسيخ صورة الوزارة كجهة داعمة لصناعة المحتوى الرقمي. فعند النظر إلى رؤية وزارة الإعلام فهي تضمنت قطاع إعلامي رائد محلياً وإقليمياً، يقدم محتوى إبداعي موثوق ومؤثر، ونصت في رسالتها على تمكين وتحفيز نمو قطاع الإعلام السعودي لتقديم محتوى ابتكاري مؤثر ومستدام مبني على قدرات، وطنية، وشراكات محلية ودولية، وضمنت في ركائزها الاستراتيجية التواصل الحكومي المؤثر.

وتُعد الفعاليات وسيلة فعالة لبناء العلاقات بين الأفراد والمنظمات، حيث تتيح فرصًا للتفاعل المباشر، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بنفس المستوى عبر الوسائل الرقمية فقط. فالفعاليات الكبرى تجمع تحت سقف واحد أصحاب القرار، والخبراء، ورواد الأعمال، والمؤثرين، والمستفيدين مما يفتح أبوابًا جديدة للتعاون والشراكات وتنمية الأعمال.

كما أن الفعاليات تُسهم في تسليط الضوء على قضايا مهمة، سواء كانت تتعلق بالاقتصاد، أو البيئة، أو التكنولوجيا، أو الإعلام. وعندما يتم تنظيم الفعالية بطريقة احترافية، فإنها تصبح مصدرًا مهمًا للمعلومات والتوجهات الجديدة. فالمؤتمرات العالمية في المملكة مثل: منتدى صناع التأثير، وليب، وملتقى الصحة العالمي، وغيرها لم تعد مجرد منصات حوار، بل أصبحت مختبرات لصناعة المستقبل.

وأوضح الهمامي بأن وضوح الرؤية والمحتوى القيم يعدان الركيزة الأساسية لأي فعالية ناجحة، حيث يجب أن تبنى على أهداف محددة تلبي احتياجات الجمهور المستفيد، مما يضمن تحقيق الأثر المطلوب سواء على مستوى الحضور أو التأثير الإعلامي.

وأضاف أن التخطيط والتنفيذ الاحترافي يشكلان عاملًا محوريًا في نجاح الفعالية، حيث يشمل ذلك اختيار المكان المناسب، وإدارة اللوجستيات بكفاءة، واتباع استراتيجيات اتصالية مدروسة لضمان تحقيق التغطية المطلوبة والوصول إلى الفئات المستهدفة بأفضل طريقة ممكنة.

وأشار الهمامي إلى أن التجربة التفاعلية للحضور أصبحت عنصرًا حاسمًا في الفعاليات الحديثة، حيث لم يعد الجمهور يكتفي بالاستماع فقط، بل يتطلع إلى التفاعل والمشاركة في النقاشات والأنشطة، مما يعزز من قيمة الفعالية ويجعلها أكثر تأثيرًا وارتباطًا بالمشاركين.

كما شدد على أهمية التغطية الإعلامية الفعالة، موضحًا أن الوصول إلى الجمهور الأوسع يتطلب تبني استراتيجيات اتصالية مبتكرة ترتكز على قنوات تواصل متنوعة ومتعددة، تضمن انتشار الرسائل الرئيسية وتعزيز الوعي بالفعالية ومخرجاتها.

واختتم الهمامي تصريحه بالتأكيد على أن الاستدامة والتطوير المستمر هما العاملان الأساسيان لاستمرار الفعالية وتحقيقها لأثر طويل المدى، حيث يجب أن تتكيف الفعاليات مع التغيرات في السوق وتوقعات الجمهور لضمان بقائها مؤثرة وقادرة على تحقيق أهدافها عامًا بعد عام.