24 فبراير 2025, 3:07 مساءً
مع اقتراب شهر رمضان، تتغير العادات الاستهلاكية بشكل ملحوظ، حيث يُقبل الناس على التسوق بشغف كبير، سواء لشراء مستلزمات الطعام أو تجهيز المنازل والديكورات الخاصة بهذا الشهر الكريم.
ولكن يبقى السؤال : هل هذا التسوق ضرورة حقيقية أم مجرد حماس زائد تدفعه العروض المغرية والإعلانات المؤثرة؟
وتشير الإحصاءات إلى أن 65 % من الأشخاص يزيدون إنفاقاتهم قبل رمضان، فيما يفضّل 30 % التسوق عبر الإنترنت بدلاً من زيارة المتاجر التقليدية.
وخلال الشهر، يرتفع الإنفاق على الطعام والطلبات الجاهزة، مع زيادة في طلبات التوصيل بنسبة 40 % مقارنة بالأشهر الأخرى.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز عربية" عن شربل نصر، خبير التسويق الإلكتروني، قوله إن هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل : "في رمضان، تزيد الاحتياجات، وتطرح الشركات عروضًا جذابة. لكن التحدي هو التوازن بين الحاجة الفعلية والانجراف وراء الإغراءات".
وتسلط مايا طاهر، مدربة مهارات الحياة وخبيرة السلوك البشري، الضوء على الجانب النفسي لهذا السلوك قائلة : "الحملات الإعلانية في رمضان تُبنى على المشاعر، مثل أجواء العائلة واللمة، مما يحفز الناس على الشراء بدافع عاطفي أكثر من كونه حاجة فعلية".
وتضيف طاهر أن الشعور بالضغط والتوتر قد يؤدي إلى الشراء كمحاولة للتخفيف من التوتر، لكن هذا الشراء العاطفي قد يتحول إلى دورة من الاستهلاك الزائد والندم لاحقًا.
ولتجنب التسوق غير المدروس، تقترح طاهر استراتيجية بسيطة لكنها فعّالة : "ضعي المنتجات في سلة التسوق، لكن انتظري يومًا قبل إتمام الشراء. ستجدين أن 80 % من المشتريات قد لا تكون ضرورية".
من جانب آخر، يشدد نصر على أهمية وضع ميزانية واضحة : "إذا حددنا احتياجاتنا مسبقًا وربطناها بقدرتنا الشرائية، يمكننا الاستفادة من العروض دون الوقوع في فخ الإسراف".
وتلعب السوشيال ميديا دورًا كبيرًا في تعزيز الرغبة في التسوق، حيث تُظهر المؤثرات الرقمية منتجات وتجارب مغرية تجعل المتابعين يشعرون بأنهم بحاجة إلى اقتناء المنتجات نفسها.
وتقول طاهر : "كلمة ’لقطة‘ قد تكون فخًا نفسيًا. علينا أن نسأل أنفسنا دائمًا : هل نحن بحاجة فعلية إلى هذا المنتج؟".
ومع أن التسوق جزءٌ لا يتجزأ من استعدادات رمضان، يمكننا تحويل هذه العادة إلى فرصة لتعزيز الوعي الاستهلاكي. عبر تحديد الأولويات، تجنب الشراء العاطفي، والاستفادة من العروض بحكمة، يمكننا الاستمتاع بروح الشهر الكريم دون إرهاق ميزانياتنا.
في النهاية، التسوق في رمضان يمكن أن يكون ضرورة، لكنه يصبح مشكلة حين يتحول إلى تصرف مدفوع بالعاطفة أو التأثر بالعروض الإعلانية. المفتاح هو الوعي والتخطيط، حتى نجعل من رمضان شهرًا للتوازن، وليس للاستهلاك الزائد.