23 فبراير 2025, 1:11 مساءً
شارك مصور الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، عبدالرحمن السهلي، في مهرجان "إكسبوجر" للتصوير الفوتوغرافي بإمارة الشارقة، حيث نجح في نقل زوار المعرض إلى قلب مكة من خلال مجموعة صور أظهرت فخامة وروحانية الحرم المكي. وعلى مدار أربعة أيام، وعلى الرغم من تنوع العدسات وتعدد الرؤى، تميزت مشاركة السهلي بأنها لم تكن مجرد عرض لصور، بل رحلة بصرية روحية جعلت الزوار يتأملون مكة بعيون جديدة، كما لو أنهم يكتشفونها لأول مرة.
ولم تقتصر صور السهلي على اللقطات الكلاسيكية، بل قدم سردًا بصريًا يعكس إيقاع الحياة داخل الحرم، من همسات الدعاء إلى خطوات الحجيج، ومن انعكاسات الأنوار على أرضية الصحن إلى لحظات السكينة على وجوه المعتمرين. خرجت عدسته عن المألوف، حيث التقطت تفاصيل يغفل عنها الكثيرون، مثل دمعة حاج مسن، وابتسامة طفل في الساحات، وظل الكعبة الشريفة على الأرض، ومصافحة بين غريبين جمعهما الإيمان أمام الكعبة المشرفة.
وحظيت مشاركة السهلي بتكريم خاص من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، الذي توقف طويلاً أمام صوره قبل أن يعلق قائلاً : "هذه ليست مجرد لقطات، هذا تاريخ يُكتب بالنور"، ومن بين عشرات الصور، برزت واحدة أثارت ضجة كبيرة في المعرض ووسائل التواصل، حيث أظهرت حشدًا من المصلين في صحن الحرم، تتوسطهم بقعة فارغة تمامًا، كأنها نافذة من السماء إلى الأرض وعند سؤاله عن سر هذه الصورة، قال السهلي : "أحيانًا، الفراغ يقول أكثر من الامتلاء.. وفي هذا الفراغ، هناك مساحة للروح أن تملأه باليقين.
ولم يكن السهلي مجرد مصور مشارك في "إكسبوجر"، بل كان راويًا بصريًا، ساحرًا بالضوء، وكاتبًا بلا قلم. حمل مكة في حقيبته، وبسطها أمام العالم، ليؤكد أن الصورة القوية لا تحتاج إلى شرح، بل إلى قلبٍ يُشعر بها. وفي النهاية، ربما لم يسافر الجميع إلى مكة، لكن بفضل عدسته، مكة سافرت إليهم.