20 فبراير 2025, 6:59 مساءً
أثارت صورة غامضة انتشرت عبر الإنترنت موجة من التكهنات، بعد أن أظهرت بقعة سوداء ضخمة وسط المحيط الهادئ، بدت وكأنها ثقب أسود يبتلع كل شيء حوله. وسرعان ما انتشرت نظريات تتراوح بين حفرة عملاقة، ومنشأة سرية مخفية، وحتى ظاهرة خارقة للطبيعة.
لكن العلماء كشفوا سر هذه البقعة المظلمة، والتي لم تكن سوى جزيرة فوستوك النائية، التابعة لجمهورية كيريباتي، والتي تتميز بغطائها النباتي الكثيف للغاية، ومنها أشجار البيسونيا التي تغطي الجزيرة بالكامل، وتشكل مظلة طبيعية كثيفة تمنع دخول الضوء، مما يجعلها تبدو سوداء تمامًا عند التقاط الصور من الأقمار الصناعية.
هذه الجزيرة الصغيرة، التي لا تتجاوز مساحتها 0.25 كيلومتر مربع، لم تكن يومًا مأهولة بالبشر، إذ تفتقر إلى مصادر المياه العذبة، وتُعتبر بيئة قاسية للحياة البشرية، لكنها تحولت إلى ملاذ آمن لمستعمرات ضخمة من الطيور البحرية، مثل الفرقاطات وطيور الأخبل، التي تعتمد على أغصان الأشجار كمأوى.
يُذكر أنه تم اكتشاف جزيرة فوستوك لأول مرة عام 1820 على يد المستكشف الروسي فادي بيلينسغاوزن، ومنذ ذلك الحين، بقيت الجزيرة لغزًا محاطًا بعزلته الطبيعية. واليوم، بفضل الصورة المثيرة التي انتشرت كالنار في الهشيم، عادت هذه الجزيرة إلى الواجهة، لتؤكد أن الطبيعة لا تزال تخفي أسرارًا مذهلة عن أعين البشر.