اخبار اليوم : امتثالنا.. خطوة في الطريق إلى مدن مزدهرة بالتفصيل

من واجبنا عكس حبنا وولاءنا لوطننا، وأن نظهر اعتزازنا بإرثه التاريخي والثقافي العريق، من خلال الممارسات التي تسهم في ازدهار مدننا وتطورها، عبر الامتثال بالاشتراطات والمعايير الخاصة باللوائح البلدية، لما لها من دور كبير في تحسين جودة الحياة، أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030، والارتقاء بالمظهر الحضري، وتعزيز الصحة والسلامة العامة، إضافةً إلى أثرها المباشر على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ما يجعل مدننا جاذبة للاستثمار والسياحة سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، خصوصًا أن التشريعات المنظمة لذلك واضحة ومتاحة للجميع، ويمكن الوصول إليها بسهولة في أي وقت.

تعزيز الوعي بالمفهوم الشامل للامتثال خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر مسؤولية، لكن الأمر يتطلب ترسيخ المفهوم لدى جميع فئات المجتمع، أفرادًا وجهات حكومية ومؤسسات خاصة، وذلك من خلال التوعية المستمرة، والتحفيز على المشاركة الفاعلة، واستشعار المسؤولية تجاه مدننا. فمع تسارع وتيرة التنمية التي تشهدها المملكة، بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، يصبح الامتثال ضرورة ملحّة لمواكبة النمو وتحقيق مستهدفات رؤيتنا.

والجميل في الأمر أن اشتراطات ومعايير اللوائح البلدية قد صُمِّمت لتكون شاملة ودقيقة، بحيث لا تترك مجالًا للاجتهاد أو التهاون والاتكال، فهي تغطي جميع الجوانب التي تساهم في تحسين بيئة المدن ورفع مستوى جودتها، من خلال تصنيف المخالفات، وتتبعها، وتحديد مواقعها، إلى جانب الرقابة الصارمة والدورية، وفرض الغرامات لضمان الامتثال التام.

ومن بين ما رصدته وزارة البلديات والإسكان، من عناصر تؤثر على جمالية وجاذبية المدن الحديثة، يأتي التشوه البصري في مقدمة تلك القائمة، بالنظر على ما يشمله من مظاهر الطرق، والمباني، والمساحات، والحدائق، والإنارة، والمرافق الخدمية، وأعمال البناء، وهي أمور تلعب دورًا كبيرًا في إبراز الهوية البصرية للمدن، ما يجعل وضوح أدوار ومسؤوليات جميع الأطراف سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو جهات حكومية، أمرًا ضروريًا.

الامتثال باللوائح البلدية والحرص على تطبيقها خطوة أساسية نحو بناء مدن أكثر تنظيمًا، وجمالًا، واستدامة، وازدهارًا. وتعزيز هذا الامتثال بين جميع فئات المجتمع سيسهم بما لا يدع مجال للشك في تحسين جودة حياتنا، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لكل من يعيش على هذه الأرض، ويبقى التعاون والمشاركة الفعالة من الجميع العنصر الأهم في نجاح هذه الجهود، لنضمن أن تكون مدننا أكثر نظافة، تطورًا، وجاذبية، ليس فقط لنا اليوم، بل للأجيال القادمة أيضًا.