الخميس 12 ديسمبر 2024 10:12 مساءً
المستهلكون: زيادة غير مسبوقة ومضطرون لاستخدامه فى الدراسة والعمل
أعلنت شركات المحمول الأربع فى مصر عن زيادة أسعار باقات الإنترنت وكروت الشحن، مؤخراً وذلك فى ضوء الزيادة فى تكاليف التشغيل وارتفاع ضريبة القيمة المضافة، التعديلات تشمل زيادة فى الأسعار بهدف تكيّف الشركات مع التغيرات الاقتصادية الراهنة، وضمان استدامة خدماتها وجودتها.
كانت هناك دعوات بالمقاطعة على شبكات التواصل الاجتماعى لأنه أصبحت الزيادات غير منطقية، حيث أنه فى عام 2024 ارتفع سعر خدمة الإنترنت المنزلى حوالى 70% عن ما كانت عليه سابقاً، خاصة أن خدمة الإنترنت أصبحت خدمة أساسية ورئيسية فى معظم البيوت المصرية، وأصبحت ضرورية فى معظم المجالات، وكشفت بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن وصول عدد الاشتراكات فى الإنترنت الأرضى 11,23 مليون مشترك بنهاية يوليو 2024، هذا بجانب المشتركين فى خدمة الموبايل إنترنت.
وشملت التعديلات على باقات الإنترنت الشهرية زيادات متفاوتة فى الأسعار، حيث تبدأ الأسعار من 239,4 جنيه لباقة 140 جيجابايت شهريًا، وصولًا إلى 2000 جنيها لباقة ماكس 1 تيرا بايت، وفيما يلى التفاصيل الكاملة للأسعار الجديدة:
باقة سوبر 140 جيجابايت: 239,4 جنيه شهريًا.
باقة سوبر 200 جيجابايت: 330,6 جنيه شهريًا.
باقة سوبر 250 جيجابايت: 410,4 جنيه شهريًا.
وتم إدخال تعديلات على أسعار كروت الشحن الفكة وأسعار شحن الرصيد بزيادة تصل إلى 30٪ ليصبح الكارت فئة 10 جنيهات بسعر 13 جنيهًا برصيد 9,1 جنيه.
وفى أول تصريح رسمى، علق محمد إبراهيم، رئيس قطاع التفاعل المجتمعى بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات فى مصر،على آخر تطورات رفع أسعار باقات الإنترنت والكروت الفكة.
وأشار «إبراهيم»، إلى أن هذا الامر يعود لعدة أسباب، أهمها ارتفاع التكاليف وخاصة فى ظل التضخم فى مصر، وتحديث الشبكة.
وأضاف رئيس قطاع التفاعل المجتمعى فى تصريحات صحفية، أنه تم رفع أسعار خدمة الإنترنت مرتين فى العام الحالى 2024، بينما لم تشهد ارتفاعا منذ 2017 مشيرا إلى أن هناك نموا فى نسبة الاستهلاك بشكل كبير، وهناك 100 مليون مواطن يستخدمون الإنترنت فى مصر، موضحا أن قيمة الرصيد ستبقى كما هى ولكن الأمر يتعلق بزيادة الأسعار.
وقال مصطفى عبدالله، موظف، إن باقة الإنترنت سيئة جداً ولا تكفى سوى 3 أسابيع رغم شرائها بقيمة 350 جنيها لتغطية الشهر بأكمله، واضطر لدفع مبلغ إضافى لزيادة الجيجابايت، كما يفصل الإنترنت فى أوقات كثيرة وأقوم بتقديم شكاوى لتعود الشبكة للعمل بصورة جيدة لمدة يومين ثم تعود الشبكة مرة أخرى للفصل.. ومع الزيادات الجديدة سأقوم بدفع مبلغ 420 جنيهاً وهو رقم كبير بالنسبة لى فى ظل إننى أستخدم النت بشكل كبير فى المنزل لى ولاولادى، وأصبح الإنترنت رئيسيا فى كل منزل ولم يصبح سلعة ترفيهية أو كمالية بل أصبح سلعة أساسية فى معظم المجالات.
وقالت نهى محمود، ربة منزل ولديها 3 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، إنها كانت تدفع حوالى 350 جنيهاً شهرياً اشتراك الإنترنت المنزلى بالإضافة لمبلغ 90 جنيهاً قيمة اشتراك الخط الأرضى لمدة 3 أشهر، والإنترنت أصبح ضرورة أساسية فى المنزل لأن أبنائها يذاكرون ويراجعون الدروس عبر الأونلاين، وأحيانا تفصل الباقة بعد 20 يوماً وتقوم بدفع مبلغ إضافى حتى موعد تجديد الباقة، قائلة: «الإنترنت بقى حاجة أساسية فى كل بيت وعيالى بيستخدموه بشكل كبير وبيذاكروا منه ولكن فاتورته بقت غالية أوى والخدمة مش حلوة وبتفصل كتير، وساعات بيقعد يومين فاصل ومش شغال ولكن مع أسعاره الجديدة هدفع كل شهر 500 جنيه بعد ما كنت بدفع السنة اللى فاتت حوالى 270 جنيه وكان يكفيني طول الشهر أنا والأولاد ودى مشكلة كبيرة بالنسبة لنا ولكننا مضطرون للدفع».
وقال زياد محمد، طالب جامعى، إنه يدرس بإحدى الكليات العلمية ويحتاج الإنترنت بشكل أساسى فى دراسته ولكن أسعاره أصبحت مرتفعة بشكل كبير، يعنى يدفع 400 جنيه بعد ما كات يدفع 170 جنيه العام الماضى، وأصبح الإنترنت له ميزانية كبيرة على أسرته رغم أنه شىء أساسى حالياً وليس رفاهية وأيضاً الخدمة سيئة، وتفصل باستمرار ودائماً يقوم بعمل شكوى لدى خدمة العملاء، ولكن تتحسن تدريجياً ثم تعود للعطل مرة أخرى وهكذا.. ويتمنى الفترة المقبلة أن تتحسن الخدمة مع زيادة أسعارها الكبيرة.
وقال ناصر محمود، صاحب محل خدمات طباعة، إن الإنترنت شىء أساسى بالنسبة له ولكن سعره ارتفع بشكل كبير وهو يحتاجه لأن معظم زبائنه ترسل إليه النسخ عبر الانترنت لطبعها، وكان يدفع شهرياً 400 جنيها إنترنت والآن أصبح يدفع 600 جنيهاً شهرياً للإنترنت فقط ولا يكفى حتى نهاية الشهر ولكنه مضطر لأن هذا عمله ورزقه ويحتاج إلى الإنترنت بشكل ثابت ويومى.
وأوضح المهندس أسامة على، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن زيادة أسعار خدمات الانترنت والشحن هو أمر محبط للجميع ولكنه «شر لابد منه» للشركات نظراً لارتفاع تكلفة التشغيل والعمالة وتكاليف الصيانة وتشغيل الشبكات خاصة أن معظم هذه الخدمات التشغيلية تأتى من الخارج وتكون بسعر العملة الصعبة، وهو ما يفسر الارتفاع الكبير فى أسعار الخدمات خاصة باقات الإنترنت المنزلى التى ارتفعت خلال عام واحد فقط بنسبة 75% عن العام الماضى وهو ارتفاع كبير، وأيضاً مع زيادة عدد المشتركين والضغط الكبير على الشبكات والاستهلاك مما يتطلب قدرات تشغيلية هائلة، حيث أنه الأن معظم البيوت فى مصر بها خدمة الإنترنت المنزلى، وهذه الزيادات تأتى من أجل تحسين مستوى الخدمات التى يشتكى معظمنا منها للأسف وبطء كبير فى سرعة الانترنت.
وأضاف خبير الاتصالات أنه يجب أن تقدم الشركات خدمات بجودة عالية الفترة المقبلة، نظراً لرفعها أسعار الخدمات بشكل كبير وهذا هو حق المستهلك فى أن يحصل على خدمة جيدة نظير ما يدفعه وهذا التزام الشركات تجاه المستهلكين، خاصة أن هذا القرار يؤثر على فئات كثيرة من المواطنين ومنهم محدودى الدخل الذين يحتاجون خدمة الإنترنت بشكل أكبر فى أعمالهم أو دروسهم ومذاكرتهم عبر الإنترنت، أو تعلم هوايات ولغات وغيرها، وهو ما يسبب لهم متاعب مادية بارتفاع أسعار الخدمة.