11 فبراير 2025, 6:56 مساءً
تحت سماء السعودية الصافية يطل القمر الثلجي "البدر الثاني لعام 2025" من الأفق الشرقي للمدينة المنورة غدًا الأربعاء 12 فبراير، وهو مُغطى بوهجٍ برتقالي ساحر، كأنه تحفة فنية سماوية، تُزيّن ليالي الشتاء الباردة.. لكن السر الحقيقي يكمن في تفاصيله الدقيقة التي ستبهرك لأول مرة عبر تلسكوبات متطورة وحديثة في معرض "لحظة قمره"، حيث يلتقي العلم بالروحانيات في مكانٍ واحد بمهرجان "هوى وينتر".
وأوضحت جمعية آفاق لعلوم الفلك في بيانٍ، خصت به "سبق"، أن تسمية البدر الثاني لهذا العام بـ"قمر الثلج" تعود إلى القبائل الأمريكية الأصلية التي ارتبطت دورة أقمارها بفصول السنة. فشهر فبراير هو ذروة تساقط الثلوج في أمريكا الشمالية، لكن في السعودية يَحمل القمر دلالةً جماليةً، تُجسّد نقاء السماء وصفاء الشتاء.
وعن اللقاء الفلكي الفريد قال: موعد الذروة لحظة الاقتران، واكتمال إضاءة سطحه بضوء الشمس عند الساعة الـ4:53 مساء بتوقيت السعودية. وسيحلق القمر بالقرب من نجم "قلب الأسد" (ألمع نجوم برج الأسد)، الذي يُعتبر أحد "النجوم الملكية" في التراث الفلكي القديم.
وحول التقنية في "لحظة قمره" أشارت الجمعية إلى أن التلسكوبات عالية الدقة؛ وستكشف عن الفوهات النيزكية والبركانية والسهول والجبال القمرية المضيئة بتفاصيل غير مسبوقة، وذلك تحت إشراف جمعية آفاق لعلوم الفلك.
وحول التساؤل: لماذا يحتل القمر مكانة خاصة في الثقافة الإسلامية والعربية؟ أكدت الجمعية أنه يُعتبر رمزًا للجمال؛ وهذا ما دفع العديد من الشعراء للتغني به منذ عصر الجاهلية حتى العصر الحديث. كما أن للقمر مكانة خاصة عند المسلمين؛ إذ يرتبط التقويم الإسلامي بالأشهر القمرية، ويتحدد من خلاله توقيت العبادات العظيمة، مثل الصوم والحج، وذلك اعتمادًا على رؤية الهلال.
وسيكون موقع التجربة في معرض "لحظة قمره" المقام في مهرجان هوى وينتر في منطقة المدينة المنورة، حيث يجتمع شرف المكان وجمال السماء. فيما تتضمن الفعاليات المصاحبة: زي رواد الفضاء، ويرتدي فيها الأطفال زي رواد الفضاء، ويشعرون بأنهم جزء من مغامرة كونية مثيرة، كذلك الرسم على الوجه؛ إذ تضفي الرسومات المبدعة على وجوه الأطفال لمسة من المرح والابتكار، وتلتقط لحظات الضحك والأحلام بصور فورية، تبقى ذكرى جميلة.
فيما ستفتح نماذج الفلك في المعرض أبواب الخيال، وتثير أسئلة عن الكون الشاسع، مع إطارات تفاعلية ملهمة، تشجع الأطفال على أن يكونوا أبطال قصتهم؛ لتدعم التعلم والاكتشاف.
وتثري هذه الفعاليات تجربة الأطفال، وتلهمهم ليكونوا علماء ورواد المستقبل.