السبت 8 فبراير 2025 08:24 صباحاً
تحل اليوم 8 فبراير ذكرى ميلاد الفنانة القديرة شادية التي تعد واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تأثيرًا، والتى امتدت مسيرتها الفنية لما يقارب أربعين عامًا، قدمت خلالها عشرات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، وحققت نجاحًا غير مسبوق جعلها واحدة من أهم النجمات في تاريخ الدراما العربية.
النشأة والبداية الفنية
وُلدت شادية، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال، عام 1931 في حي الحلمية الجديدة بالقاهرة. نشأت في بيئة متوسطة، حيث كان والدها المهندس أحمد كمال يعمل في الإشراف على الأراضي الملكية.
منذ صغرها، أظهرت موهبة فنية لافتة، وهو ما دفعها لخوض تجربة التمثيل والغناء في سن مبكرة.
بدأت مسيرتها الفنية عندما قدمها المخرج أحمد بدرخان، ثم جاء انطلاقتها الحقيقية مع فيلم العقل في إجازة عام 1947، من إخراج حلمي رفلة وبطولة محمد فوزي، ليصبح الفيلم محطة فاصلة في حياتها الفنية، حيث تألقت بعدها في العديد من الأفلام التي رسخت مكانتها كنجمة شباك.
رحلتها الفنية وتألقها في السينما
قدمت شادية خلال مشوارها ما يزيد عن 112 فيلمًا و10 مسلسلات إذاعية، بالإضافة إلى تجربة مسرحية واحدة شهيرة.
عُرفت بموهبتها الفريدة التي جمعت بين الغناء والتمثيل، ونجحت في تحقيق شعبية واسعة بفضل خفة ظلها وأدائها العفوي.
أبرز أفلامها:
ليلة العيد (1949)
الزوجة السابعة (1950)
المرأة المجهولة (1959) – والذي شكل نقطة تحول كبيرة في مسيرتها
مراتي مدير عام (1966) – مع صلاح ذو الفقار
زقاق المدق (1963) – عن رواية نجيب محفوظ
اللص والكلاب (1962)
نحن لا نزرع الشوك (1970)
لا تسألني من أنا (1984) – آخر أفلامها السينمائية
كما كانت شادية أحد أبرز الأسماء التي تعاونت مع الكاتب نجيب محفوظ، حيث قدمت العديد من الأفلام المأخوذة عن رواياته، مثل اللص والكلاب وميرامار.
ثنائيات ناجحة في مشوارها الفني
حققت شادية نجاحًا كبيرًا من خلال ثنائياتها السينمائية، ومن أبرزها:
مع كمال الشناوي: قدما معًا العديد من الأفلام الناجحة، مثل حمامة السلام والروح والجسد وساعة لقلبك.
مع عماد حمدي: برزا في أفلام مثل أشكي لمين وإرحم حبي.
مع صلاح ذو الفقار: شكلا ثنائيًا رائعًا في أفلام مثل كرامة زوجتي وعفريت مراتي.
المسرحية الوحيدة في حياتها
على الرغم من تألقها في السينما، فإن شادية قدمت تجربة مسرحية واحدة فقط وهي ريا وسكينة، التي عُرضت لمدة ثلاث سنوات وحققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
وقفت خلالها أمام عمالقة المسرح مثل سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، وأثبتت قدرتها على الأداء الكوميدي المباشر أمام الجمهور.
حياتها الشخصية
تزوجت شادية ثلاث مرات، لكن حياتها الزوجية لم تدم طويلًا، ولم تُرزق بأبناء.
كانت أولى زيجاتها من الفنان عماد حمدي، ثم تزوجت من المهندس عزيز فتحي، وأخيرًا ارتبطت بالفنان صلاح ذو الفقار، لكن زواجهما انتهى بالانفصال عام 1969.
الاعتزال والاتجاه للأعمال الخيرية
في عام 1984، أعلنت شادية اعتزالها الفن بعد مسيرة حافلة بالنجاحات.
أكدت في تصريحاتها أن قرارها جاء بدافع ديني، حيث رغبت في التفرغ لحياتها الروحية والأعمال الخيرية، وخاصة رعاية الأطفال الأيتام.
كما تبرعت بجميع أموالها لصالح الجمعيات الخيرية، معتبرة أن هذا هو مشروعها الجديد بعد الابتعاد عن الأضواء.
وفاتها والإرث الفني
رحلت شادية عن عالمنا في 28 نوفمبر 2017 عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض.
شُيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وسط حضور عدد كبير من نجوم الفن ومحبيها. ولا تزال أعمالها خالدة في ذاكرة الجمهور، إذ تعتبر واحدة من أهم أيقونات السينما المصرية والعربية.