الجمعة 7 فبراير 2025 01:48 مساءً
في ظل التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة، والتي استفزت الدول العربية، خرج حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ليدين هذه التصريحات ويؤكد على حقوق الفلسطينيين. خلال مداخلته مع قناة CNN، تحدث زكي عن المخاطر الناتجة عن هذه التصريحات، مشددًا على أن غزة ليست مجرد قطعة أرض، بل هي وطن وهوية للشعب الفلسطيني. تعكس مواقف زكي التزام الجامعة العربية بدعم الحقوق الفلسطينية في مواجهة السياسات الإسرائيلية والأمريكية، وتبرز الحاجة إلى تعاون دولي عادل لحل القضية الفلسطينية.
استنكر حسام زكي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ذكر فيها أنه سيتم تسليم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة عند انتهاء القتال. واعتبر زكي أن مثل هذه التصريحات تعكس استمرارية للخطة الإسرائيلية التي بدأت منذ الثامن من أكتوبر، والتي تهدف إلى إجبار سكان غزة على مغادرة القطاع.
وقال زكي: "هذه التصريحات يجب أن تؤخذ على محمل الجد". موضحًا أن الخطة الإسرائيلية تسعى إلى تحويل غزة إلى منطقة قاحلة من خلال إجبار السكان على الخروج بالقوة أو دفعهم للخروج طواعية، وهو أمر غير مقبول تمامًا.
و أشار زكي إلى أن إسرائيل لا تمتلك الحق القانوني في التصرف في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه ليست أرضًا إسرائيلية، بل هي أرض محتلة. وأوضح أن الشعور السائد في الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن، هو رفض ساحق لمثل هذه الأفكار.
وفيما يتعلق برفض مصر لفكرة مغادرة الفلسطينيين غزة أثناء إعادة بنائها، قال زكي: " أن مصر والأردن دولتان ذاتا سيادة وقد حددتا موقفيهما بشكل واضح". وأكد أن تحسين الوضع في غزة يتطلب بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وليس العكس.
وشدد زكي إلى أن المخطط الذي اعلنه ترامب غير قابلة للتنفيذ، قائلًا: "غزة ليست مجرد قطعة أرض يمكن تداولها كما نريد. تحسين الوضع في غزة يتطلب وجود ،وأوضح زكي أن إسرائيل ليس لها الحق القانوني في التنازل عن هذه الأراضي لأي شخص أو دولة أخرى.
وعن استخدام ترامب لنفوذه للضغط على الدول العربية، أشار زكي إلى أن الدول العربية أبدت رغبتها في المساهمة في إعادة بناء القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه مسؤولية دولية وليست فقط عربية. وأضاف: "لا ينبغي أن تتحمل الدول العربية وحدها هذه المسؤولية وانه من الضروري أن تساهم جميع الدول، وليس فقط الدول العربية، في دعم القضية الفلسطينية"
وأكد زكي بأن الشعور السائد في العواصم العربية هو "رفض ساحق لمثل هذه الأفكار". مشيرًا إلى أهمية إجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين، وقال : "إذا كان الهدف هو تحقيق السلام واستعادة الاستقرار في المنطقة، فالطريق الذي يطرحه ترامب هو الطريق الخطأ". واعتبر أن الحل الأمثل هو اتباع "حل الدولتين"، محذرًا من أن أي محاولة لتحقيق أهداف أخرى غير السلام لن تحظى بتأييد الدول العربية.
يأتي هذا التصريح في وقت حرج، حيث تواصل الأوضاع الإنسانية في غزة التدهور، مما يستدعي تضافر الجهود العربية والدولية لدعم حقوق الفلسطينيين وضمان بقائهم في وطنهم. إن موقف حسام زكي يسلط الضوء على موقف الجامعة العربية الثابت في دعم القضية الفلسطينية ويؤكد على أهمية التضامن العربي والدولي في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.