الخميس 6 فبراير 2025 01:48 مساءً
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن مشروع التجلى الأعظم قيمة عالمية استثنائية في موقع مسجل تراث عالمى باليونسكو منذ عام 2002 وهى مدينة سانت كاترين وانطلق المشروع فى 21 يوليو 2020 بتوجيهات من القيادة السياسية ليؤكد قيمة سيناء ومكانتها الدينية في قلوب كل المصريين وتقدير العالم لها، وبدأ التنفيذ بزيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين لسانت كاترين والاستماع لرؤى كل الجهات المسئولة من رهبان دير سانت كاترين ومفتشى الآثار ومسئولى البيئة وأهالى سانت كاترين وتم وضع خطة المشروع بما يتوافق مع معايير اليونسكو وبدأ التنفيذ الفعلى لعدد 14 مشروع عام 2021
وأضاف الدكتور ريحان أن المشروع يهدف إلى إنشاء مزار روحانى على جبل موسى وجبل التجلى وإحياء مسار نبى الله موسى واستثمار كل المقومات السياحية بمدينة سانت كاترين خاصة وسيناء عامة على مساحة 2 مليون متر مربع ما بين جبل موسى وجبل سانت كاترين ويوفر 5 آلاف فرصة عمل ما بين مهندسين وفنيين وعمال
ونوه الدكتور ريحان إلى ضرورة استثمار المقومات التي تمتلكها سيناء من منتجات تراثية محلية متفرّدة وتراث سيناوى يعد قيمة عالمية استثنائية يستوجب إعداد ملف لتسجيله تراث ثقافى لامادى على القائمة التمثيلية لليونسكو طبقًا لاتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 التي دخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة منها مصر، ويشمل التراث اللامادى المهرجانات التقليدية والعادات والتقاليد والملاحم وأساليب المعيشة والمعارف والمهارات والحرف التقليدية والأغاني والرقصات والحكايات والفنون الروائية والأكلات الشعبية والطقوس الاجتماعية وغيرها من الممارسات والتعبيرات الثقافية للجماعات المحلية.
وأوضح الدكتور ريحان بأن التراث السيناوى يجب أن يرتبط بمشروع التجلى الأعظم ويتم الترويج له وإعداد ملفه لليونسكو تحت مسمى "منتجات التجلى الأعظم" تدمغ به كل المنتجات وتكون له علامة تجارية مميزة ليكون له حقوق ملكية فكرية طبقًا للتشريعات المحلية والدولية وبالتالي يسهل تقديمه لليونسكو باعتباره تراث ثقافى لامادى
وأشار الدكتور ريحان إلى ارتباط المنتج السيناوى التراثى بالبيئة حيث صنعوا الخيمة البدوية من الشعر تحيكها النساء من وبر الإبل وصوف الغنم ويثبتونها بالأوتاد والحبال ويقيمون بها في الشتاء والربيع اتقاءً للمطر والبرد وفى الصيف يبنون لأنفسهم أكواخًا من القش وأغصان الشجر لتقييهم الحر والرياح ويطلق عليها عرائس.
ويطحنون الحبوب بالرحى ثم يعجنون الدقيق في باطية وهى منسف صغير ويخبزونه رقاقًا على الصاج أو أقراصًا على الجمر حيث يوقدون الحطب على الأرض حتى يصير جمرًا فيزيلون الجمر عن الرماد ويطمرون قرص العجين في الرماد ثم يضعوا عليه الجمر إلى أن يجف وجهه الأول فيقلبونه على الوجه الآخر
وأشهر أطعمتهم الجريشة حيث يجرشون القمح بالرحى ويسلقونه ثم يضعون عليه اللبن أو السمن والعصيدة أو التلبانة حيث يغلون الماء أو اللبن ويصبوا عليه الدقيق ويحركوه، والدفينة وهى فتة من الخبز أو مسلوق الأرز بمرقة اللحم وينثر اللحم قطعًا فوقها والمفروكة وهى نوع من الشعرية تؤكل بالسمن والسكر.
وترتدى المرأة البدوية رداءً مصبوغ من جذور النبات ويتحزمن بحزام من شعر أسود أو أبيض يحكنه بأنفسهن ويلففنه ثلاثة لفات حول الخصر ويتبرقعن ببرقع مكون من نسيج قطني أسود مطرز بخيوط حريرية مختلفة الألوان تغطى الرأس والأذنين وتعقد بشريطين تحت الذقن وفوق البرقع ترتدى وشاحًا أسود يدعى القنعة يغطى الرأس والظهر.
وفى زواجهم يكون مهر بنت العم خمسة جمال والأجنبية عشرين جمل ويأخذ والد العروس غصنًا أخضر يناوله لخطيبها قائلًا (هذه قصلة فلانة بسنة الله ورسوله إثمها وخطيتها فى رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شيء نفسها فيه وأنت تقدر عليه) فيتناول الخاطب القصلة ويقول قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله.
ويزفوا في خيمة كبيرة تدعى البرزة ويذبح أهل العريس الذبائح عند باب البرزة ومن آلات الطرب الربابة والشبابة المعروفة في مصر بالصفارة والمقرون (الزمارة).
وأشعارهم منها القصيد الذى ينشد على الربابة والموال وحداء الإبل ورقصاتهم هي الدحية حيث يقف المغنون صفًا واحدًا بينهم شاعر أو أكثر يعرف بالبدَاع يرتجل الشعر وأمامهم غادة ترقص بالسيف تدعى الحاشية ويبدأ المغنون بقولهم "الدحية الدحية" ويصفقون بأيديهم.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن أهل سيناء مهرة في العلاج بالأعشاب ومنها اللصف الذى ينبت في شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلي أوراقه وتبخير المصاب بها والقيصوم وتغسل بمائه العين الرمداء والعاذر يشبه الزعتر لعلاج المغص، وهناك رجل شهير بمنطقة سانت كاترين يطلقون عليه الدكتور أحمد منصور يعالج بمستخلصات من أعشاب سيناء يجمعها من الجبال بنفسه، وقد سجل ذلك في فيلم وثائقى "حكيم سيناء" إخراج الدكتور على الغزولى
وتشتهر سيناء بشجر الطرفاء والتي تعرف بشجرة المن وكانت طعام نبى الله موسى وشعبه في سيناء ويخرج من ثقوب شجر الطرفاء مادة يطلق عليها المن حلوة المذاق يبيعونها أهل سيناء للسياح وهناك منطقة تسمى الطرفا قرب سانت كاترين، والشيح يبخرون به منازلهم لطرد الثعابين وتستحممن به النفاس ويدخل بهارات فى الطعام.
ولهم منتجات بدوية تشمل إكسسوارات الستائر المصنوعة من الصوف بالنول اليدوي وأغلبها من العريش والكليم البدوي وهو كليم جوبلان مصنوع من الصوف وعليه رسومات من البيئة السينائية وتكايات ومساند خاصة بالجلسة البدوية علاوة على الجلابية الحريمي المطرزة يدويًا وتصنعها المرأة السينائية.
ويتابع الدكتور ريحان بأن الصناعات التراثية بسيناء تشمل صناعة النول اليدوي لإنتاج الكليم والمنسوجات ذات الألوان الزاهية والملابس البدوية المطرزة، إلى جانب منتجات مطورة مثل الشيلان والحقائب والمفروشات والحقائب اليدوية وأساور ومشغولات متنوعة يتم تصنيعها في ورش محلية وحقائب صديقة للبيئة ومشغولات خرزية وإكسسوارات تُصنع في المنازل.
ويشتهر عوض حسين الجبالي بصناعة الحلى البدوية في سانت كاترين ويستخدم أدوات بسيطة لصنع الحلى اليدوية البسيطة التي تعبر عن سانت كاترين وينتج أهل سيناء العسل وزيت الزيتون والعسل الجبلي والفواكه المجففة والخضروات المجففة والحبق وجميعها منتجات صحية تُروى بمياه الأمطار.
وهناك مشروعات رائدة بسانت كاترين مثل مشروع السيدة سليمة التي حصلت على منحة من المفوضية الأوروبية واستطاعت تدريب مئات السيدات والفتيات البدويات على إنتاج المشغولات اليدوية التي تعبر عن جمال سيناء والمناظر الخلابة ويقمن بتطريز أشجار اللوز والفستق والجبال على المشغولات وقد زارتها السيدة نوريا سانز المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة وأشادت بمشروعها كما زارت حكيم سيناء الدكتور أحمد منصور، وأهل سيناء مهرة في استخراج الفيروز ويعرفون أماكن الفيروز القديمة في وادى المغارة وسرابيط الخادم وكيفية استخراجه
ومن هذا المنطلق يؤكد الدكتور ريحان أن أهل سيناء لديهم مخزون ثقافى تراثى عظيم ومتنوع ومتفرد يمكن أن يسهم بدور كبير في الترويج لمشروع التجلى الأعظم باعتباره منتجًا خاصًا بالتجلى الأعظم يجب تبنيه ثقافيًا ضمن المشروع بتقديم ملفه لليونسكو كتراث ثقافى لامادى، وتبنيه سياحيًا بتكليف أحد الشركات الكبرى بمسئولية التنسيق والدعم والتسويق محليًا وعالميًا والرعاية الكاملة لمنتجات التجلى الأعظم وابتكار نماذج تراثية مرتبطة بمسار نبى الله موسى مثل شجرة العليقة المقدسة ونموذج مجسّم لجبل موسى ونماذج من مقتنيات دير سانت كاترين
![236.jpg](/Upload/libfiles/320/7/236.jpg)
![239.jpg](/Upload/libfiles/320/7/239.jpg)
![241.jpg](/Upload/libfiles/320/7/241.jpg)
![240.jpg](/Upload/libfiles/320/7/240.jpg)
![238.jpg](/Upload/libfiles/320/7/238.jpg)