05 فبراير 2025, 2:18 مساءً
تجدد المملكة العربية السعودية تشديدها على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وعلى أن موقفها موقف راسخ لا يقبل التأويل أو التراجع. وقد برزت هذه الرسالة بوضوح في تصريحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال خطابيه أمام مجلس الشورى، وأثناء رئاسته القمة العربية الإسلامية المشتركة، حيث شدد على أن دعم حقوق الشعب الفلسطيني واستعادة أرضه قضية جوهرية في السياسة السعودية، ولن تتغير مهما كانت الظروف والمتغيرات.
وتأتي هذه التصريحات في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية، والتي تتطلب موقفًا عالميًا أكثر صلابة وإنصافًا تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، تؤكد المملكة أن أمام جميع الدول المُحبة للسلام اليوم فرصة تاريخية للانضمام إلى الجهود الدبلوماسية التي تقودها الرياض، بإشراف مباشر من سمو ولي العهد، للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعزيز مساعيها نحو الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتمثل هذه الخطوة امتدادًا للجهود السعودية المستمرة منذ عقود في دعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، وقد لعبت المملكة دورًا محوريًا في صياغة المواقف العربية والإسلامية الموحدة تجاه فلسطين، كما قادت تحركات مكثفة لدعم قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بحقوق الفلسطينيين وتؤكد أحقيتهم في دولة مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأتي هذه الدعوات في ظل الاعتراف الدولي المتزايد بحقوق الشعب الفلسطيني، حيث شددت قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة على أحقية فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، ما يعكس تأييدًا واسعًا لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وفي هذا السياق، تحث المملكة المجتمع الدولي على تجاوز حالة الجمود السياسي، والتفاعل بجدية مع المطالب الفلسطينية العادلة، والعمل على وضع حد للمعاناة المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال. وترى السعودية أن تحقيق السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتم إلا من خلال الاعتراف الكامل بحقوق الفلسطينيين، ودعم مساعيهم لنيل عضويتهم الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وبالتوازي مع الجهود الدبلوماسية، تواصل المملكة تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي للشعب الفلسطيني، سواء عبر المساعدات المباشرة، أو من خلال تمويل مشروعات تنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في الأراضي الفلسطينية. كما تعمل الرياض على تعزيز التوافق الدولي حول أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي ظل هذه المستجدات، تبقى المملكة ملتزمة بموقفها الراسخ، مؤكدة أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية قصوى في سياستها الخارجية، وأن دعم حقوق الشعب الفلسطيني ليس مجرد التزام سياسي، بل واجب إنساني وأخلاقي يعكس الدور الريادي للسعودية في نصرة القضايا العادلة عالميًا.