03 فبراير 2025, 9:08 مساءً
أثار مقطع الفيديو المؤلم للطفل اليمني اليتيم، الذي تم تداوله مؤخراً حيث تعرض للضرب والاستغلال في التسول، موجة استياء واسعة في المجتمع، مسلطاً الضوء على الجوانب المظلمة لعالم التسول المنظم، حيث يقع الأطفال والضعفاء ضحايا لعصابات تستغل عاطفة الناس لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
ويعد دعم المتسولين من قبل الأفراد مخالفة صريحة للأنظمة ووقوداً لاستمرار هذه الجريمة، حيث أكدت وزارة الداخلية السعودية مراراً أن التسول جريمة تستغل فيها الفئات الضعيفة لتحقيق أرباح بطرق غير مشروعة، ويؤدي هذا التعاطف غير المدروس إلى استمرار هذه الظاهرة وانتشارها، ما يفاقم معاناة الضحايا الحقيقيين الذين يقعون فريسة لعصابات تستغلهم بطرق وحشية، علاوة على أن هذه الأموال قد تذهب لجهات معادية.
ووفقاً للمادة لنظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، فإنه يُعاقب كل من يرتكب جريمة الاتجار بالأشخاص بالسجن مدة تصل إلى (15) سنة، أو بغرامة تصل إلى مليون ريال، أو بالعقوبتين معاً. وتشدد العقوبة إذا ارتُكبت الجريمة ضد طفل أو شخص في وضع غير قانوني، كما هو الحال في واقعة الطفل اليمني.
وما ظهر في مقطع الفيديو للطفل الضحية ليس إلا جزءاً بسيطاً من عالم مظلم يعتمد على الاستغلال والاتجار بالبشر، حيث يُجبر الأطفال والمخالفون على التسول تحت تهديد العنف والقهر، ومع كل ريال يُمنح لمتسول، يُسهم ذلك في استمرار هذه الشبكات الإجرامية.
يذكر أن الجهات الأمنية تؤكد باستمرار أن التعامل مع المتسولين يعد دعماً مباشراً لعصابات الاستغلال، داعية الجميع إلى الامتناع عن منح المال للمتسولين، والإبلاغ عن الحالات عبر القنوات الرسمية، فالمساهمة الحقيقية تكمن في دعم الجهات المختصة والمنصات الرسمية التي تعمل على مساعدة المحتاجين بطرق نظامية وإنسانية تحمي حقوقهم وتصون كرامتهم.