الاثنين 3 فبراير 2025 10:48 مساءً
الجامعة العربية والبرلمان العربي: لا لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة الحل البديل …وأوروبا تعلن رفض مخططات ترامب تؤيد الموقف العربي
الفلسطنيون : صوت الشعوب الرافضة وصلت بوضوح للبيت الأبيض
في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمات في الأراضي الفلسطينية، يظهر خطر تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار مصر والأردن، كأحد المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية برمتها. هذا المخطط، الذي يُعتبر بمثابة تصفية للقضية، يواجه رفضًا شعبيًا ودبلوماسيًا قويًا، حيث تتناغم الأصوات من مختلف أنحاء العالم العربي لتعبر عن موقفها الرافض لهذه السياسات.
الدبلوماسية الرسمية..جهود مضاعفة لمواجهة التهجير
تعمل الدبلوماسية الرسمية بجد لمواجهة هذه التحديات. فقد اجتمعت المنظمات العربية والدولية، بما في ذلك الجامعة العربية والبرلمان العربي، لوضع خطط عمل فعالة. تدعو هذه المنظمات إلى ضرورة التكاتف العربي والدولي للتأكيد على الحقوق الفلسطينية والضغط على الحكومات لحماية قضيتهم.
“نحن نؤكد على موقف الدول العربية الرافض للتهجير، وندعو إلى إعادة إعمار غزة كحل أساسي”، يقول أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية. وأضاف: “يجب أن نستثمر في تعزيز الموقف الفلسطيني، وليس في تصفية القضية”.
وفي ظل المقابلات الرسمية لكسب أكبر تأييد دولي للقضية الفلسطينية استقبل أبو الغيط، يوم الأحد، "سيغريد كاغ"، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وكبيرة منسقي الشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن كلاً من الأمين العام للجامعة والمنسقة الأممية اتفقا على أن سيناريو التهجير يُعد مرفوضاً ويُمثل وصفة لانعدام الاستقرار في المنطقة، مضيفاً أنهما اعتبرا أن التهجير ليس شرطاً لتحقيق إعادة الإعمار، وأن الإمكانيات التكنولوجية والفنية والبرامج القائمة تسمح بمُباشرة إعادة الإعمار مع وجود سكان غزة على أرضهم.
وشدد أبو الغيط خلال اللقاء على أن التهجير يُمثل خطراً وجودياً على القضية الفلسطينية، وأن هدف إسرائيل هو جعل القطاع غير قابل للحياة بما يُمهد لتحقيق هذا السيناريو المرفوض والمخالف للقانون الدولي، مؤكداً أن البديل العقلاني والإنساني هو العمل بكل سبيل ممكن من أجل تعزيز جهود الإغاثة وتسريع وتيرتها، توطئة للدفع ببرامج إعادة الإعمار، مُضيفاً أن حل الدولتين يظل الصيغة الوحيدة الكفيلة بتحقيق الأمن والسلم للطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي على المدى الطويل، وأنه من دون سعي جاد لتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 67، ستظل المنطقة عُرضة لاندلاع جولات من العنف والعنف المضاد.
وفي ذات السياق رفض البرلمان العربي رفضًا قاطعًا أية مبادرات تدعو لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة؛ و وقال محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أن أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، معتبرًا هذه المبادرات انتهاكًا صارخًا لقرارات الشرعية الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأكد رئيس البرلمان العربي، أن التهجير القسري جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، داعيًا المجتمع الدولي إلى رفض مثل هذه المبادارات بشكل واضح وصريح، واتخاذ مواقف تعزز السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والتي تتمثل في إنهاء كل أشكال الاحتلال وإنهاء كل صور حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية، والعمل من أجل إحلال السلام والأمن في المنطقة.
وشدد اليماحي، على دعم البرلمان العربي الكامل للشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه ومساندته لنيل كافة حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، داعيًا البرلمانات الدولية والإقليمية لحث دولهم لحماية هذه الحقوق ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات والمبادرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية
التحرك الشعبي: صوت الشعب ضد التهجير
إن مقاومة تهجير الفلسطينيين ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية تتطلب توحد الجهود على كافة الأصعدة. التحركات الشعبية والدبلوماسية الرسمية تشكل وجهين لعملة واحدة، حيث يلتقي الشعب مع حكوماته في رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
على الجانب الآخر أظهر الفلسطينيون والمصريون الشعوب خلال التحركات الشعبية، في الداخل والخارج بوضوح تام، رفض تصريحات الرئيس الامريكي رونالد ترامب ، و شهدت المدن الفلسطينية مظاهرات ، حيث رفع المحتجون شعارات تندد بالتهجير وتؤكد على حق العودة. كما نظمت فعاليات في العواصم العربية والعالمية، حيث هتف المتظاهرون ضد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اعتبر أن التهجير هو الحل، محذرين من عواقب هذه السياسات. كما وقف الشعب المصري باختلاف أطياف السياسية والاجتماعية يعلن مساندته للشعب الفلسطيني ورفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مهما كانت الضغوط التي تمارس على مصر .
"مصر ترفع صوتها وأعلنت رفض شعبي لتهجير الفلسطينيين وهذا وصل بشكل صريح إلى البيت الأبيض"
هذا ما أكده الإعلامي الفلسطيني علي وهيب، موضحا أن تجمع الشعب المصري أمام معبر رفح يعكس رسالة قوية للعالم، تُظهر الرفض الشعبي لتهجير الفلسطينيين. وقد وصلت هذه الرسالة بشكل واضح إلى الرئيس الأمريكي، الذي أدرك خلال اتصاله مع الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تمثل "رمانة الميزان" في المنطقة.
وأشار وهيب إلى أن الولايات المتحدة تدرك تمامًا أهمية مصر كركيزة للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط. وأوضح أن الرئيس السيسي كان حاسمًا في موقفه، حيث أكد منذ البداية عدم قبول مصر لفكرة التهجير.
وذكر وهيب أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، طرح فكرة التهجير بهدف "جس النبض العربي" وكسب الوقت لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يدرك أن انتهاء هذه المرحلة قد يعني نهايته السياسية.
"إن التهجير يعد بمثابة إقرار بتصفية القضية الفلسطينية، وعلينا أن نكون يقظين لنسقط هذا المخطط”، تقول فاطمة، ناشطة فلسطينية شاركت في إحدى التظاهرات. وتضيف: "نحن هنا لنقول للعالم إن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن أراضيهم وحقهم في العودة".
الدعم الدولي..تحركات مستمرة
الجهود الدبلوماسية لم تقتصر على العالم العربي فقط، بل شملت أيضًا دعمًا دوليًا. العديد من الدول والمنظمات الحقوقية العالمية أعربت عن قلقها من احتمال تهجير الفلسطينيين، واعتبرت ذلك انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
منظمة العفو الدولية، على سبيل المثال، أصدرت بيانًا يدين هذا المخطط ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية الحقوق الفلسطينية. كما دعت إلى تعزيز جهود إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية في غزة.
وعلى الجانب الأوروبي أكدت العديد من الدول رفض مخطط ترامب، وأكدت فرنسا بأن تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط يتطلب حل الدولتين.
وقد رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى تلميحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبالرغم من أنها تعلن الاتفاق على ضرورة إعمار غزة، وتضامن المجتمع الدولى للإعمار إلا أنها ترفض خطة ترحيل سكان غزة من القطاع.
و أعربت إسبانيا عن رفضها لأى محاولة لتهجير سكان غزة، وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس من بروكسل: «لدينا موقف واضح، يجب على سكان غزة أن يظلوا فى غزة، وغزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية».
قال وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو، الاثنين، إن على الاتحاد الأوروبي أن يبقى متحداً للرد على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على منتجات التكتل.
وقد وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، على نشر قوات مجتمعية من خلال بعثة الاتحاد الأوروبى للمساعدة الحدودية فى رفح على معبر رفح بين غزة وإسرائيل ومصر لدعم وقف إطلاق النار.
في ظل هذه التحركات، يبقى الأمل قائمًا في أن تثمر هذه الجهود في تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني، من خلال إعادة إعمار غزة وتأكيد حق العودة الذي لا يمكن التنازل عنه.