الاثنين 3 فبراير 2025 02:25 صباحاً
خلال الساعات القليلة الماضية التقى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض، الأحد، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه السلطة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مصافحة بين الجانبين قبل بدء المحادثات الرسمية، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات بين سوريا والسعودية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه قال محمد هويدي، المحلل السياسي السوري، إن زيارة أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، إلى المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أهم الخطوات التي تتخذها الإدارة الجديدة في سوريا، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، وما تبعها من لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى.
أضاف هويدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن السعودية تمثل البوابة الرئيسية لانخراط سوريا مجددًا في المشهدين العربي والدولي، مشيرًا إلى أن مؤتمر الرياض، الذي جمع الدول الفاعلة في الملف السوري تحت سقف واحد بحضور وزير الخارجية السوري، شكّل نقطة انطلاق نحو تعزيز الدعم لسوريا، وفتح آفاق جديدة أمامها، من بينها المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي، وهو ما يعكس حجم التحولات في السياسة الإقليمية تجاه دمشق.
وأكمل أن المملكة تُعتبر من الدول الداعمة لاستقرار سوريا، وتأتي هذه الزيارة لتؤكد على عمق العلاقات العربية، ولتبعث برسالة واضحة بأن سوريا لا تخضع لنفوذ أي جهة إقليمية، بل تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، بما يخدم مصالحها الوطنية واستقلالية قرارها السياسي.
وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن الملفات المطروحة خلال الزيارة تتجاوز الجانب السياسي لتشمل القضايا الأمنية والاقتصادية، حيث تواجه سوريا عدة تحديات، أبرزها الأزمة الأمنية والسياسية، وإعادة الإعمار، والتعافي المبكر، بالإضافة إلى مناقشة رفع العقوبات الدولية وإخراج "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، وهي قضايا تحتاج إلى دور محوري من المملكة العربية السعودية.
كما لفت إلى أن الإدارة السورية الجديدة تعوّل بشكل كبير على دور السعودية، خاصة في ظل التغيرات الدولية واللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما يعزز أهمية الرياض كمنصة رئيسية لإعادة ترتيب علاقات سوريا مع المجتمع الدولي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن اختيار المملكة العربية السعودية كوجهة لأول زيارة خارجية للرئيس أحمد الشرع، يؤكد أن دمشق ترى في الرياض شريكًا أساسيًا في إعادة تموضعها عربيًا ودوليًا، وتدرك أهمية التنسيق مع المملكة في رسم معالم المرحلة المقبلة.
أبعاد استراتيجية ورسائل سياسية
في نفس السياق أكد يمان شواف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن زيارة أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، إلى المملكة العربية السعودية تحمل دلالات استراتيجية وسياسية مهمة، خاصة أنها أول زيارة خارجية له، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين وأهمية الدور السعودي في المشهدين العربي والدولي.
أضاف شواف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، ن هذه الزيارة تمثل خطوة محورية في تعزيز التقارب السوري السعودي، بعد فترة من القطيعة والتوتر، مشيرًا إلى أنها تعكس الرغبة المشتركة في تجاوز الخلافات والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون، مبنية على التنسيق السياسي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
أستكمل حديثه قائلًا:" أن المملكة العربية السعودية، باعتبارها إحدى الدول الأكثر تأثيرًا في القرارات الإقليمية والدولية، يمكن أن تسهم في دعم الإدارة السورية الانتقالية على مختلف الأصعدة، من خلال توجيه الاستثمارات والمساعدات نحو مشاريع إعادة الإعمار، مما قد ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد السوري المنهك بعد سنوات من الحرب".
وأشار شواف إلى أن سوريا بحاجة ماسة إلى دعم أشقائها العرب لاستعادة دورها في المنطقة، موضحًا أن الدعم العربي، سواء السياسي أو الاقتصادي، ضروري لتحقيق الاستقرار الداخلي والتعافي الاقتصادي، كما أن توحيد الجهود العربية يقلل من التدخلات الخارجية ويعزز الأمن القومي العربي.
كما شدد على أن رمزية كون هذه الزيارة الأولى للرئيس أحمد الشرع تؤكد أن دمشق ترى في الرياض شريكًا رئيسيًا في إعادة تموضعها إقليميًا ودوليًا، مما يرسل رسالة واضحة بأن سوريا تعمل بقوة على استعادة مكانها الطبيعي داخل المنظومة العربية.
واختتم الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن الزيارة تمثل خطوة تاريخية تؤكد أن سوريا في الطريق الصحيح للعودة إلى الحضن العربي، وأن المملكة العربية السعودية تبقى ركيزة أساسية في صياغة مستقبل المنطقة واستقرارها.