أخبار عاجلة

اخبار اليوم : "العالم على شفا الهاوية".. ما النزاعات الخطيرة التي يتجاهلها الغرب؟ بالتفصيل

تم النشر في: 

02 فبراير 2025, 8:44 صباحاً

تعيش الساحة الدولية حالة من الاضطراب المتصاعد، حيث تتشابك أحداث السياسة العالمية مع تحدياتٍ متجدّدة تشكّل معالم مستقبل البشرية، في ظل تصاعد التوترات على جبهاتٍ عدّة، ويتجلى الواقع في صورة عالمٍ يواجه مخاطر لا يمكن التهاون فيها، وتظهر هذه المخاطر جلية في الأحداث التي تمسُّ حياة الملايين عبر مناطق: الشرق الأوسط، إفريقيا، آسيا والأمريكتين. وتتداخل النزاعات المحلية مع تهديداتٍ كونية، مثل التغيُّر المناخي والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج. وعلى الرغم من خطورة هذه النزاعات، إلا أنه يكاد يُلاحظ تجاهلٌ ملحوظٌ لها من قِبل الغرب، الذي يركّز اهتمامه على قضايا أخرى قد لا تمسُّ عُمق الأزمة الإنسانية في مناطق الصراع.

النقطة الحرجة

تشير مؤشرات "ساعة يوم القيامة" إلى اقتراب العالم من نقطة حرجة، حيث تتلاقى مخاطر الحرب النووية والأوبئة والتغيُّر البيئي في بوتقة واحدة من التهديدات الكونية. تتفاقم هذه المخاطر في ظل إدارة سيئة للتكنولوجيا الحديثة، وانتشار التضليل المعلوماتي، مما يعمّق حالة عدم الاستقرار بين الدول والمجتمعات. في السنوات الأخيرة، ارتفعت معدلات حوادث العنف السياسي والنزاعات المسلحة بشكلٍ ملحوظ؛ ففي حين أن الإعلام الغربي يسلط الضوء على بعض الصراعات التي تهم مصالحه، يتم تجاهل عديدٍ من المآسي الإنسانية في مناطق مثل إفريقيا وآسيا، حيث يعيش ملايين الناس في ظل ظروف قاسية لا تجد أذناً مسموعة في المحافل الدولية، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويعكس تحليل بيانات منظمة "أكليد" أن معدلات النزاع العالمي قد تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، إذ يتعرّض شخص واحد من كل ثمانية للنزاع المباشر أو غير المباشر. لم تعد النزاعات مقتصرة على الحروب الإعلامية المعروفة، بل تشمل صراعات خفية وحروب عصابات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مناطق مثل ميانمار وأفغانستان.

تكمن خطورة هذه الأحداث في أنها تُدار في الظل، بينما ينشغل الغرب بتغطيات محدودة تفضله على قضايا لا تتوافق مع إستراتيجيته السياسية والاقتصادية.

الصدمة الحقيقية

مع تصاعد التوترات الدولية، باتت مواقف الدول الكبرى تشكل جزءاً لا يتجزّأ من معادلة الأمن العالمي؛ فقد أدّت سياسات بعض القادة إلى زيادة حدة التوترات على المستوى الإقليمي، بينما تميل الأنظار بعيداً عن تلك النزاعات التي لا تحظى بتغطية إعلامية شاملة. وتبرز هنا صدمة حقيقة تجاهل الغرب الكثير من هذه الأزمات، حيث تترك النزاعات محلياً دون الدعم الكافي من القوى الغربية التي تفضل الانشغال بقضايا تتماشى مع مصالحها الضيقة.

ففي قلب إفريقيا، تستمر النزاعات حول السيطرة على الموارد الطبيعية، كما يتجلى ذلك في الصراع الدامي في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتدور أحداث العنف المستمر في مدينة غوما، حيث أدّت تحركات جماعات مسلحة مدعومة بأطراف خارجية إلى تهجير آلاف المدنيين وإحداث حالة من الفوضى الإنسانية لم يسبق لها مثيل. وعلى الرغم من تدخل المجتمع الدولي، إلا أن التوازن يبقى هشاً بين القوى المحلية والإقليمية؛ ومع ذلك، يغفل الغرب عن هذه الأزمة التي تتسم بتعقيدها وتداعياتها المتعددة، مركّزاً اهتمامه على قضايا أكثر بروزاً في الأجندة الإعلامية الخاصة به.

وفي آسيا، يستمر الوضع المتأزم في ميانمار، حيث يُمارس المجلس العسكري سياسات قمعية شديدة ضد المدنيين والمناهضين، تتراوح بين الهجمات الجوية العشوائية والاعتقالات الجماعية. أدّت هذه السياسات إلى تدهورٍ حاد في حقوق الإنسان، بينما يعيش ملايين المواطنين في مواجهة خطر المجاعة والاحتجاز السياسي. ورغم حجم المعاناة الإنسانية، يبقى الغرب متحفظاً في تقديم الدعم الفعّال، مما يزيد من وطأة الأزمة في هذه الدولة المنسية إلى حد بعيد في التغطية الإخبارية الغربية.

دوامات الفوضى

وفي جنوب الكرة الأرضية، تغرق دول مثل هايتي واليمن في دوامات من الفوضى الإنسانية والأمنية. تشهد هايتي انهياراً متواصلًا في الأجهزة الحكومية مع سيطرة العصابات المسلحة التي تستغل ضعف الدولة؛ في حين يتأرجح اليمن بين نزاعات داخلية وحملات عسكرية خارجية أدّت إلى نقصٍ حادٍ في الغذاء والخدمات الأساسية. يُلاحظ هنا تجاهل الغرب تلك الأزمات رغم الخطورة المتزايدة، مما يُبرز فجوة واضحة بين السياسات الدولية واحتياجات الشعوب المتضرّرة.

ويمتد تأثير النزاعات إلى مناطق أخرى، مثل السودان الذي أصبح رمزاً للصراعات المزمنة في إفريقيا. ويعاني الشعب السوداني تهجيراً واسع النطاق ومجاعة متزايدة نتيجة الصراعات بين القوات النظامية والميليشيات المسلحة. على الرغم من محاولات الأمم المتحدة وظهور جهود سلام متقطعة، إلا أن الوضع يظل هشاً، وكثيراً ما يتم تجاهل الأزمة السودانية في الأجندة الغربية لمصلحة تغطية صراعات أكثر درامية وإعلامية.

توترات متصاعدة

تشهد الحدود الأمريكية - المكسيكية توترات متصاعدة تنعكس على مستوى السياسات الداخلية في كلا البلدين؛ إذ تؤجّج سياسات بعض القيادات الانقسامات، وتدفع بتغطية الغرب إلى التركيز على قضايا الهجرة والأمن الداخلي، متجاهلةً الكثير من النزاعات الأقل بروزاً لكنها ذات تأثيرات كارثية على السكان المحليين.

وتمثل منطقتا أفغانستان وباكستان مثالاً حياً على التداخل المعقّد بين التطرُّف وإدارة الدولة الضعيفة. أدّت انسحابات دولية ومحاولات تدخلات خارجية إلى زعزعة استقرار هذه المنطقة الحساسة، مما أسفر عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خاصةً فيما يتعلق بحقوق المرأة والتعليم. رغم تزايد المآسي الإنسانية، فإن الغرب يبقى متردداً في تقديم دعمٍ متكاملٍ، مما يعمّق الأزمة ويضعف فرص الإصلاح الحقيقي.

تحديات إستراتيجية

تشكّل التقاطعات بين النزاعات المحلية والسياسات الدولية تحديات إستراتيجية معقّدة تتطلب تنسيقاً عالي المستوى؛ إذ تتداخل مصالح القوى الكبرى مع مطالب الشعوب بالتغيير والعدالة. وتتطلب هذه الأزمة إعادة النظر في آليات التعاون الدولي، ولا سيما في ظل التجاهل النسبي الذي يظهره الغرب تجاه النزاعات التي لا تتماشى مع إستراتيجيته الضيقة، مما يزيد من احتمال تكرار الكوارث الإنسانية على مستوى عالمي.

ومع تزايد ضغوط الواقع وتداخل الأزمات، يبقى السؤال المطروح حول مستقبل العالم في ظل هذه التوترات المتصاعدة قائماً بلا إجابة قاطعة. ويجب على المجتمع الدولي، وعلى رأسه القوى الغربية، أن تُعيد تقييم أولوياتها، وأن تتبنى رؤية شاملة ترتكز على العدالة والتعاون الدولي، حتى يتسنى تجاوز الانقسامات وتحقيق الاستقرار.

يبقى المستقبل مفتوحاً، لكن هل سيختار العالم طريق الإصلاح والتضامن، أم ستظل النزاعات المُهملة من قِبل الغرب تهدّد مستقبل الأجيال المقبلة؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار اليوم : تقارير: "أبل" ربما تتخلى عن هذا المشروع الذي كانت تنوي منافسة "ميتا" فيه بالتفصيل
التالى اخبار اليوم : بعد إنجازه في دكار... يزيد الراجحي يكتب التاريخ بفوزه الثامن في حائل بالتفصيل