السبت 1 فبراير 2025 02:24 مساءً
استغلت إسرائيل عملية يوم السابع من أكتوبر المسمى بطوفان الأقصى لعمل عمليات عسكرية موسعة كانت هذه العمليات لها هدفين هدف معلن، وربما يكون غير حقيقي هي محاولة القضاء على حماس وقواتها العسكرية لضمان ما أسمته أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي، وهذا الهدف أثبتت الأيام أنه لم يتحقق وهو هدف غير حقيقي وهدفا آخر غير معلن هو عملية الضغط على سكان قطاع غزة والضفة للهجرة إلى سيناء والأردن، ومن أجل هذه المهمة قام الجيش الإسرائيلي باستهداف السكان والمنازل المدنية والبينة التحتية المتمثلة في الطرق والمستشفيات والمدارس وقطاع الكهرباء والمياه ومبان الخدمات التي تزود المواطنين بمتطلبات الحياة الأساسية لجعل القطاع بعدها مجرد أنقاض يستحيل العيش فوق أرضه للدفع بالفلسطينيين للهجرة منه بأي شكل وبكل وسائل الضغط عليهم، وعلى دول الجوار، وخصوصا مصر والأردن، وهذا المخطط كشفه الرئيس السيسي في اليوم التالي من عملية طوفان الأقصى في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المستشار الألماني، ومن قبل أن يدرك العالم أدركت مصر بخبرتها الطويلة أن الحرب المزمع عنها هدفها ليست كما تعلن إسرائيل القضاء على حماس، بل هدفها هو تحقيق مكاسب لإسرائيل على حساب أمن وسلامة واستقرار دول الجوار، حتى جاءت القيادة الأميريكية الجديدة تضغط وتهدد وتتحدى العالم طمعا في إرضاء إسرائيل على حساب أمن واستقرار منطقة.
يوم الأربعاء 29 يناير عام 2025 وقف الرئيس السيسي مجددا في قصر الاتحادية ليسجل موقفا شريفا يضاف إلى سلسلة مواقف الشرف والعزة للدولة المصرية صاحبة التاريخ المشرف والطويل، ليعلن بمنتهى الوضوح والحزم والقوة أنه "لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم"
"لا لتصفية القضية الفلسطينية"
"لا للعبث بالأمن القومي المصري"
"ماذا أقول للرأي العام المصري إذا قبلت تهجير الفلسطينيين"
"يجب أن يدرك العالم أن هذه الأمة لها رأي وموقف من هذه القضية"
كما يكمل "إن تهجير الفلسطينيين من أرضهم ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".
فمصر الدولة الكبيرة والقوية بقيادة رئيسها الوطني والمخلص أعلنت مجموعة من لاءات أمام أكبر دولة مهيمنة على العالم لتثبت للعالم أن النزاهة حين يدعمها التاريخ المشرف تخرج المواقف ناصعة كالشمس.
على مدار خمسة عشر شهرا إدارة القيادة المصرية أزمة شديدة التشابك والتعقيد بمنتهى الحكمة والعقلانية، كما أن مصر احتملت الكثير من الردود الاستفزازية من القريب والبعيد، دون أن تفقد حكمتها أو رشدها وبعيدا عن الشعارات تحملت الدولة المصرية مسؤوليتها ودورها التاريخي والقومي والمحوري أمام أزمة كادت أن تعصف بالعالم كله إلى المجهول ولولا الحكمة المصرية والعقل الرشيد لما تحقق للشعب الفلسطيني الشقيق إيقاف الحرب والعودة إلى منازلهم وتجربة، ولو لشهور قليلة العيش بأمان وسلام داخل أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم ليحصلوا على قسط من الهدوء بعدما فقدوا منازلهم، وشاهدوا قتل أطفالهم أمام أعينهم، وشاهدوا استحالة العيش في موطنهم والتضييق عليهم، حتى بات العيش فوق أرضهم فيه شيئا من الاستحالة من دون ذنب اقترفوه ولا آثما طالته أيديهم وجدوا أنفسهم ضحية أمام عدوان مجنون أصبح هدفه المعلن والخفي هو الحرب العقابية على شعب أعزل برئ، وبعد خمسة عشر شهرا من المفاوضات والاتصالات والمباحثات والضغوط حققت مصر للشعب الفلسطيني مكسبا عظيما في إنهاء الحرب وليصبح مشهدا النزوح الذي شاهده العالم، ولاقى ترحابا كبيرا بطله هو الرئيس المصري والدولة المصرية بكل أجهزتها ومسؤوليها لكل م قدموه من دعم وضغط وسياسة وحكمة على مدار عام ونصف.
وبعد أن أعلن الرئيس السيسي عن موقفه، حتى انطلقت المظاهرات من ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها متجهة إلى معبر رفح أقرب نقطة حدودية للكيان لتعلن خلف قيادتها الوطنية رفضها القاطع لمخططات التهجير وتحقيق مكاسب للكيان على حساب تصفية القضية الفلسطينية والعبث بأمن القومي المصري والعربي وهو ما لا يقبله الشعب المصري أبدا، ليس فقط المتظاهرين أمام معبر رفح، ولكن الشعب المصري كله من جميع محافظات مصر وبمختلف أطيافه وتياراته وتوجهاته أعلن على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها موقفا واضحا وصريحا أن خلف لاءات السيسي يقف جيشا مكونا من 105 ملايين مصري يعلنون تأييدا للقيادة السياسية في كل م يقوله.
علينا أن نفخر بموقف الرئيس السيسي وبموقف الدولة المصرية في هذه القضية كما كانت مصر دائما حين قدمت أول شهيد سقط في معارك عام 48 ستصبح مصر دوما حصنا للعالم العربي كله على طول تاريخه، وفي هذه الأيام يصبح تأييد الرئيس السيسي واجباً وطنياً لا يمكن التنازل عنه أو الحياد عليه، تختلف الحروب ومسمياتها باختلاف الأزمنة والأوقات، ولكننا اليوم نقف خلف قيادتنا بنزاهة وشرف، وندعمه أمام مخططات لن تمر ونؤيده ونعلن تأييدا الكامل بالوسائل كلها في اتخاذ كل م يراه مناسبا لتسجيل موقف تاريخي آخر له وللدولة المصرية وشعبها أمام العالم.