الخميس 12 ديسمبر 2024 12:54 صباحاً
قال الدكتور تامر فايز أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة، متحدثا عن كتابه "نجيب محفوظ ناقدا"، إنه عرض في كتابه مقاربات نقدية لحوارات محفوظ خلال نصف قرن أظهرت صورة نجيب محفوظ الناقد.
متابعا: وقد خلصت إلى أن محفوظ كان ناقدا متمكنا وملما بأنساق نقدية خاصة به.
ويضيف د.تامر فايز: لم أكن أنوي كتابة كتاب كامل عن محفوظ؛ لأننى كتبت عنه في أحد الأبحاث التي نلت عنها ترقية، تناولت خلاله مسرحياته القصيرة وقصصه القصيرة وعلاقتها بالسينما، كما تناولت رواية الحرافيش، ضمن الأدب المقارن.
مؤكدا أن هذا الكتاب جاء مصادفة، فقد كُلفت ببحث عن محفوظ فأفاجأ بهذا الكم الهائل الذي تخطى 30 حوارا في صحف ومجلات، وكلها لم يجمع في كتاب واحد، لذا قررت جمعها، فجمعت ما استطعت الحصول عليه من مكتبات دار الكتب، والمكتبة المركزية بجامعة القاهرة، وغيرهما، لأكتشف أنني أمام مبدع يتميز بملمح لم يتكلم عنه أحد وهو محفوظ الناقد.
مضيفا، أن هناك علاقة وطيدة بين كون محفوظ ناقدا ودراسته للفلسفة، فالفلسفة ترتبط بالنظريات النقدية فهي تضاف للمصادر التي شكلت وعيه النقدي.
مؤكدا أن وعي محفوظ النقدي لم يقل في قيمته النقدية عن النقاد المشهورين مثل مندور وتليمة وغيرهما، فكانت آراؤه تتبع المناهج النقدية والنظريات النقدية المعروفة، كما حاولت تطبيق التأويل باكتشاف بعض سمات محفوظ عن طريق الضحك والإيماءات والصمت، ذلك أن محفوظ كان ذكيا يعرف متى يصمت ومتى يتكلم ومتى يومئ، ومتى يشير.
ويضيف: يمتلك محفوظ من المصطلحات النقدية ما يضاهي النظريات الغربية والإجراءات النقدية المتبعة، فكان على وعي كبير بها، ولذلك ظهر لي بوصفه ناقدا نظريا وتطبيقيا في فنون الرواية والمسرح والقصة القصيرة والسينما، كما يمكننا أن نطلق عليه الناقد الثقافي، وهذا لا علاقة له بمصطلح النقد الثقافي، ولكنني أعي بالناقد الثقافي هو أن محفوظ كان ممتلكا لاراء نقدية تجاه المجتمع تجاه الحالة الثقافية العامة في المجتمع والواقع، عن قضايا الزواج والفقر وغيرهما، فكان يرد بوصفه مثقفا واعيا.
ويتابع: واكتشفت أن آراء محفوظ النقدية قد أثرت كثيرا على نقاده، فمثلا في كتاب المنتمي لغالي شكري يذكر "أنا كمال عبد الجواد في الثلاثية" وبالتالي فقد اعتمدت بعض اراء النقاد على مقولته تلك.
من ناحية أخرى أكد د. تامر: إن تلك الحوارات التي أقمت عليها دراستي تمثل كنزا لي وللدارسين، فقد ذكر محفوظ جزءا كبيرا من سيرته الذاتية من خلال حواراته، فهو الذي قال أنا لم أخبئ شيئا، أنا رجل مسالم، وذلك عندما سئل لماذا لم تكتب سيرتك حتى الآن؟
ويختتم د.تامر فايز، قائلا: الجميل في تلك الحوارات هو أنني اكتشفت أن أجزاء من تلك الحوارات تحولت لأعمال أدبية، فبعض الأسئلة كانت تحوله إلى سارد وليست مجرد إجابة ، فعندما سئل عن ثوره 19 وكيف أثرت فيه رد في بقصة قصيرة جدا، وجدت فيها كل العناصر المكتملة التي وضعها النقاد لمثل هذا النوع الأدبي.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي أقيمت في إطار احتفال وزارة الثقافة بالذكرى ال١١٣ لميلاد الكاتب العالمي نجيب محفوظ.. حيث استضاف متحف نجيب محفوظ - بتكية محمد بك ابو الذهب بجوار الجامع الازهر- التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، مجموعة من الفعاليات أمس الاربعاء، منها: معرض عالمي للرسوم الكاريكاتورية، افتتحه كل من المعماري/ حمدي السطوحى مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والمشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، والسيدة / س. شوشما القائم بأعمال سفيرة الهند بالقاهرة وبحضور ا.د. مينا رمزي رئيس دار الكتب و د. براكاش تشودهاري مدير المركز الثقافي الهندي والكاتب الصحفي طارق الطاهر المشرف على متحف نجيب محفوظ.
وقد جمعت الاعمال المعروضة بين نجيب محفوظ والاديب والشاعر الهندي الكبير "طاغور"، وذلك من خلال أكثر من خمسين لوحة، رسمتها أنامل فنانين من 12 دولة، من بينها مصر والهند، أشرف على تنظيم المعرض الفنان فوزي مرسي.