30 يناير 2025, 3:12 مساءً
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن توقيع شراكات جديدة مع المديرية العامة للمتاحف الإيطالية ومتنزه بومبي الأثري، وذلك في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا.
وتُضاف هذه الاتفاقيات إلى سلسلة من الشراكات القائمة بين الجانبين، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الحفاظ على التراث والآثار والمتاحف.
وترتكز هذه الشراكات على إرث عريق من التعاون وتبادل الخبرات، يمتد على مدى 90 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ويتجذر في تاريخ طريق البخور القديم الذي ربط بين الحضارتين.
وتشمل مجالات التعاون المتنوعة الآثار والغذاء والهندسة المعمارية، مما يعكس ثراء وتنوع الروابط بين العلا وإيطاليا.
وشهد التعاون بين العلا وإيطاليا ازدهارًا خلال السنوات الماضية عبر مبادرات متنوعة؛ منها مع "سلو فود"، والتوأمة الفريدة مع مدينة "ماتيرا" الإيطالية من خلال برنامج يُعنى بحماية التراث الثقافي، واتفاقية مع المتحف الأثري الوطني في نابولي، التي انطلقت بمعرض قدّم مجموعة من الروائع الأثرية الإيطالية، فضلاً عن مساهمة استوديو Giò Forma المعماري، ومقره ميلانو، في تصميم قاعة "مرايا"، أكبر مبنى عاكس بالعالم، وكذلك منتجع "شيدي الحِجر" الفاخر.
وفي عام 2023، وقع الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة، ونظيره الإيطالي جينارو سانجوليانو، اتفاقية شراكة استراتيجية لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
وقد زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني مؤخرًا محافظة العلا، إيذانًا بمرحلة جديدة من التعاون الثقافي. واطلعت "ميلوني" والوفد المرافق لها على مجموعة من المعالم الثقافية والتاريخية في العلا، بما في ذلك موقع الحِجر، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأكدت عبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية لمحافظة العلا أن "العلا وبومبي يجمعهما تشابه في العمق التاريخي، ونتطلع معًا لتطويرها من خلال التعاون الدولي في مجال صون التراث، وإدارته، وتعريف العالمب الإرث الثقافي، مما يعكس مساعينا الطموحة لتعزيز السياحة المستدامة".
وأضافت: "تعزز شراكتنا مع المديرية العامة للمتاحف نطاق تعاوننا في مجالات متعددة من خلال تبادل المعرفة"، مؤكدة التزام الجانبين المشترك بحماية الكنوز الثقافية للأجيال القادمة، والعمل معًا لتصميم وإنشاء أصول ثقافية وتجارب جديدة"
من ناحيته، رحّب البروفيسور ماسيمو أوسانا، بهذه الشراكة الاستراتيجية، موضحًا أنها "تعكس طموح وقدرة نظامنا الوطني للمتاحف على العمل ككيان موحد ومتماسك على الساحة الدولية"، مؤكداً أهمية أن "تكون المشاريع التي تهدف لتعزيز وإتاحة الوصول إلى التراث الثقافي مدعومة بالبحث الدقيق والمعرفة الواسعة حتى تكون فعَّالة".
ونوّه بأن "هذا البروتوكول يستند إلى تبادل وتقاسم الخبرات والمهارات، وهي عناصر أساسية لتعزيز التبادل الثقافي"، وواصل قائلًا: "الثقافة جسراً بين الشعوب، وتعزز الروابط بين بلدين لديهما حضارات عمرها آلاف السنين".
إلى ذلك، أوضح غابرييل زوكتريغل، قائلاً: "بومبي لطالما كانت مختبراً لآثار المستقبل. خلال هذه السنوات، بدأنا في استكشاف العلاقة بشكل أكثر تحديدًا بين الآثار والزراعة والاستدامة والتقاليد المحلية والتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية".
وأعرب عن سروره قائلًا: "رؤية نهج بومبي المبتكر محل تقدير على المستوى الدولي وأن يكون لدينا في العلا شريك استثنائي لمشاركة وتطوير رؤى جديدة للحفاظ على التراث الفريد لهذه المواقع والمناظر الطبيعية الثقافية التي تشكل جزءًا منها".