30 يناير 2025, 1:18 مساءً
في خطوة مثيرة للجدل على الصعيد الدولي، دخل حظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في إسرائيل حيز التنفيذ اليوم (الخميس)، مما يهدد بتقويض جهود المساعدات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية، وقد أعقب هذا القرار أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية التي دمرت قطاع غزة، وسط اتهامات إسرائيلية بأن الأونروا تعمل تحت تأثير حركة "حماس".
تنفيذ فوري
وفي اليوم الأول للحظر، اضطر الموظفون الدوليون للوكالة إلى مغادرة إسرائيل بعد رفض السلطات الإسرائيلية إصدار تأشيرات أو تمديد التأشيرات القائمة، وهذا القرار يؤثر بشكل مباشر على حوالي 2% من قوة عمل الأونروا، التي تبلغ حوالي 25 موظفًا دوليًا. بينما لا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف فوق المقر الرئيسي في القدس، غاب الموظفون الفلسطينيون عن الموقع بسبب مخاوف أمنية وسط خطط لانتقام منظم من قبل مجموعات يمينية إسرائيلية خارج المجمع.
ورغم الحظر، أكدت الأونروا أنها ستستمر في العمل في غزة والضفة الغربية لفترة طويلة قدر الإمكان. ومع ذلك، لم تتلق الوكالة أي تعليمات من إسرائيل حول كيفية تطبيق الحظر، خاصة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات إلى غزة. وهذا الغموض يثير مخاوف جدية حول مستقبل العمليات الإنسانية في المنطقة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
توصيل المساعدات
وتعد الأونروا أكبر وكالة مسؤولة عن توصيل المساعدات إلى غزة، حيث تلعب دورًا حيويًا في توفير المأوى والطعام والماء لملايين الفلسطينيين. تواجه الوكالة تحديات كبيرة إذا تم قطع الاتصالات التشغيلية مع السلطات الإسرائيلية، مما قد يعرض وقف إطلاق النار للخطر. قالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا: "إذا كان الحظر يعني عدم التواصل على مستوى العمليات، فإن مصير وقف إطلاق النار سيكون في خطر جاد لأننا اللاعب الأكثر جدية وأكبر موزع للمساعدات".
وتأسست الأونروا في عام 1949 بموجب تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد قدمت الدعم للاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط لأكثر من 70 عامًا. ومع ذلك، واجهت الوكالة هجمات مستمرة من المسؤولين الإسرائيليين، الذين يزعمون أن وجودها قد طال أمد الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. تصاعد العداء بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مع اتهامات بأن بعض موظفي الأونروا شاركوا في الهجوم.
المزاعم المتكررة
رغم المزاعم المتكررة من إسرائيل بأن الأونروا تم اختراقها على نطاق واسع من قبل حماس، أظهرت سلسلة من التحقيقات، بما في ذلك تحقيق قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، بعض "القضايا المتعلقة بالحياد" في الأونروا، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعاءاتها الرئيسية. قال رئيس الوكالة، فيليب لازاريني، إن قدرة الأونروا على توزيع المساعدات "تتجاوز بكثير قدرة أي كيان آخر"، ووصف أفعال إسرائيل بأنها "هجوم متصاعد... يؤثر على حياة ومستقبل الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة."
مع دخول الحظر حيز التنفيذ، تواجه الأونروا تحديات عديدة في الحفاظ على عملياتها الإنسانية. بينما تدعو الوكالة المجتمع الدولي للتدخل لضمان استمرار توصيل المساعدات، تبقى التوترات بين إسرائيل والأونروا مرتفعة. قال لازاريني: "نحتاج إلى حماية حيادنا وقدرتنا على تقديم المساعدات في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من أوضاع إنسانية صعبة."
ومع تواصل الصراع في المنطقة، يبقى مستقبل المساعدات الإنسانية في غزة معلقًا على مواقف الأطراف المعنية. هل ستتمكن الأونروا من التكيف مع هذه التحديات الجديدة، أم أن هذا الحظر سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة؟ هذا السؤال يبقى مطروحًا في ظل عدم اليقين المستمر.