29 يناير 2025, 10:36 مساءً
دمار وأنقاض، ولا شيء سوى الركام في الأفق.. هكذا كان المشهد في غزة من الأعلى؛ إذ رصد التصوير الجوي مشاهد المنازل والمباني المدمرة كليًّا، والأضرار الواسعة بالبنية التحتية للقطاع.
وفي المقطع المرئي الذي التقطه الصحفي الفلسطيني حسن إصليح نشاهد الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي الذي استمر قرابة 15 شهرًا؛ إذ يمكن ملاحظة الأنقاض والركام والخراب في كل أركان المدينة، والحفر العميقة الناتجة من آثار القصف بالقنابل الثقيلة.
وترك العدوان القطاع الجريح في حالة غير مسبوقة من الدمار؛ إذ يُقدر حجم الأنقاض والركام بملايين الأطنان، فيما ترقد أسفلها مئات الجثث المتعفنة التي فشل أفراد الإنقاذ والدفاع المدني في انتشالها؛ لنقص الإمكانات، والقصف المتواصل.
ووفقًا لما كشفته إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة 300 ألف، فيما يزيد عدد المباني المدمرة كليًّا عن 60 ألفًا، فيما أدى القصف إلى دمار 823 مسجدًا، و3 كنائس.
وبلغ حجم الحطام الناتج من العدوان الذي استمر 15 شهرًا منذ أكتوبر 2023 ما يعادل 17 ضعف إجمالي حطام جميع الحروب والانتهاكات الإسرائيلية في غزة منذ عام 2008.
وأظهر تقييم للأضرار، أجرته الأمم المتحدة هذا الشهر، أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي قد تستغرق 21 عامًا.
مخاطر كبيرة
وأوضح تقرير، أصدرته مجموعة من المنظمات الأممية والدولية، أن الكميات الهائلة من الركام "غير المسبوق"، الناتج من الحرب في غزة واستخدام الأسلحة المتفجرة في القطاع، تُشكل مخاطر كبيرة على صحة الإنسان والبيئة.
وأضاف بأن وضع الركام غير مسبوق، ليس فقط من حيث كميته، بل أيضًا من حيث مدى الضرر الذي لحق بالمساكن، وانتشاره الجغرافي، وكثافته المكانية في جميع أنحاء القطاع تقريبًا، ومعدل توليد الركام، والمستويات المرتفعة المتوقعة من التلوث بالذخائر المتفجرة، إلى جانب خطر مادة الأسبستوس، خاصة في مخيمات اللاجئين.
ونبّه أيضًا إلى أن هذه التحديات تتفاقم بسبب القضايا الحرجة المتعلقة بالإسكان والأراضي والممتلكات، بما في ذلك التحقق من الملكية، وفقدان واستعادة وثائق الإسكان والأراضي والممتلكات، والحصول على موافقة المالكين لبدء إزالة الركام، والحصول على تصاريح من أصحاب الأراضي للتخلص من الركام، والتخلي عن ملكية الركام الذي تمت إزالته، وفقدان ترسيم الحدود الواضحة للممتلكات المدمرة، من بين أمور أخرى.
وأدى العدوان والقصف إلى استشهاد ما يزيد على 48 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تخطى عدد الجرحى 120 ألفًا، وفقًا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.