الاثنين 27 يناير 2025 12:00 مساءً
أكد الدكتور عبد الرحيم محمد السمواتي، رئيس بحوث بمعهد بحوث أمراض النبات ورئيس قسم أمراض القطن ونباتات الألياف السابق، أن محصول الكتان يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تسعى الدولة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية منها، موضحا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب توفير المقومات الأساسية التي تدعم نجاح زراعة الكتان، بالإضافة إلى تحسين خبرات المزارعين من خلال تقديم الدعم الفني والإرشادي والتوعوي.
وخلال لقاءه مع الإعلامي طه اليوسفي في برنامج "المرشد الزراعي"، تحدث الدكتور السمواتي عن العديد من مزايا محصول الكتان الاقتصادية والإنتاجية، وأكد أن الكتان يعتبر من محاصيل الألياف التي كانت جزءًا من حضارات الإنسان عبر التاريخ، ويتميز بقدرته على الاستفادة من جميع أجزائه، مما يعزز قيمته الاقتصادية العالية.
أماكن تمركز زراعة الكتان
وأشار السمواتي إلى أن زراعة الكتان تتركز في بعض المناطق، أبرزها قرى محافظة الغربية، التي تعتمد بشكل رئيسي على زراعة وصناعة الكتان، كما أضاف أن هذه الزراعة تقتصر على مناطق الوجه البحري، حيث توجد أكثر من 100 مصنع مخصص لهذه الصناعة.
فوائد التوسع في الزراعة
حث الدكتور السمواتي على ضرورة التوسع في زراعة الكتان، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى زيادة العوائد الدولارية من صادرات الألياف وتقليل الاعتماد على استيراد بذور الكتان، مشيرا إلى إمكانية زراعة الكتان في الأراضي المستصلحة ذات الملوحة المنخفضة، حيث يتحمل النبات معدلات ملوحة تصل حتى 200 PPM، مما يسمح بإنشاء مجتمعات تصنيعية قادرة على العمل طوال العام.
القواعد المنظمة لزراعة الكتان
تطرق الدكتور السمواتي إلى القواعد المنظمة لزراعة الكتان، موضحًا أن المحصول يعد من المحاصيل التي تجهد التربة، وبالتالي لا ينبغي تكرار زراعته في نفس الأرض إلا بعد مرور 3 إلى 5 سنوات للسماح للتربة بالتعافي، مضيفا أن الكثافة النباتية للكتان تتراوح بين 1400 إلى 1600 نبات في المتر المربع، مما يسبب صعوبة في رصد التغيرات الناجمة عن الإصابات المرضية إلا بعد تفاقمها، ما يفرض ضرورة المتابعة المستمرة.
دور بحوث محاصيل الألياف
أكد السمواتي أن قسم بحوث محاصيل الألياف في وزارة الزراعة يلعب دورًا هامًا في توعية المزارعين وإرشادهم، بالإضافة إلى تطوير الأصناف الجديدة وتحقيق أفضل معدلات إنتاجية، مشيرا إلى أهمية الخبرة التراكمية التي يمتلكها المزارعون المتخصصون في زراعة الكتان في مختلف أنحاء الجمهورية.
التوقيت الأمثل للزراعة
أوضح الدكتور السمواتي أنه من الضروري الالتزام بالموعد الأمثل لزراعة الكتان، الذي يجب ألا يتجاوز النصف الأول من نوفمبر، مع إمكانية التمديد حتى الأسبوع الثالث من نفس الشهر، مؤكدا أن التأخير في الزراعة يؤدي إلى تراجع الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30% بسبب دخول المحصول في مرحلة الإزهار قبل اكتمال النمو الخضري.
تداعيات التأخير في الزراعة
أضاف أن التأخير في الزراعة يزيد من احتمالية الإصابة بالبياض الدقيقي، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحصول سواء من القش أو البذور بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50%.