أخبار عاجلة

رياضة : " يوم الكرامة " ...ملحمة وطنية لرجال الشرطة المصرية

رياضة : " يوم الكرامة " ...ملحمة وطنية لرجال الشرطة المصرية
رياضة : " يوم الكرامة " ...ملحمة وطنية لرجال الشرطة المصرية

السبت 25 يناير 2025 01:48 مساءً

سجل رجال الشرطة ملحمة وطنية ستظل خالدة في صفحات التاريخ ، وتضيء ذكرى يوم الكرامة في 25 يناير ، هذا اليوم الذي يجمع بين باسلة رجال الشرطة وشجاعة شباب يناير ، وإن أختلفت الأزمنه والوسائل  ، فالمباديء الوطنية واحدة والهدف مع اختلاف المسميات  ، إنها إرادة شعب تتجسد في رجال سهروا ومازلوا يعكفون على حفظ الأمن لننعم بالأمان والسلم المجتمعي .


الصدام بين رجال الشرطة المصرية جاء وليد حالة التوتر في العلاقات  بين مصر وبريطانيا وصولت ذروتها بعد زيادة أعمال التخريب  وتكثيف الفدائيين المصريين أنشطتهم  التخربية ضد معسكرات الإنجليز  وجنودهم وضباطهم في منطقة القناة.

تعززت صفوف الفدائيين بإنضمام  91 ألف عامل مصري تركوا  معسكرات البريطانيين للمساهمة في حركة النضال  الوطني ضد الإنجليز،  وضاق الحصار الاقتصادى بهم ذرعاً بعد أن  امتنع التجار عن إمداد سلطات الاحتلال  بالسلع والمواد الغذائية ،  فكان نضال سياسى واقتصادي وشعبي ضد بريطانيا العظمي  ، ذاق مراره نحو ٨٠ ألف من جنودهم في منطقة القناة.

 

جاءت تلك الأعمال بعد إستجابة حكومة الوفد، لمطلب الشعب بإلغاء معاهدة 1936‏،‏ حيث أعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس، في مجلس النواب، يوم 8 أكتوبر 1951، إلغاء المعاهدة، التي فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا.

بالطبع أزعجت تلك الأعمال السلطات البريطانية ، فهددت باحتلال القاهرة في حال إستمرار   نشاط الفدائيين، الا أنا الشباب استمروا في نضالهم ولم يرهبهم تهديدات دولة الاحتلال التي كانت تسمى بريطانيا العظمي  لتفوقهم العسكري والحربي أنذاك ، وإستطاع الفدائيين بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة‏، ويبعثوا في نفسهم الذعر والقلق .

وجاءت الملحمة الكبرى في صباح يوم الجمعة، الموافق 25 يناير عام 1952، حينما استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام"، ضابط الاتصال المصري، ليسلمه إنذاراً يخطره بضرورة تسليم  قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية، أسلحتها للقوات البريطانية، مطالباً برحيلها من مبنى المحافظة ومنطقة القناة  إلى القاهرة ، مما يعد استفزاز صارخ لكرامة الشرطة المصرية .

أدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏،‏ لذا خطط الإحتلال لتفريغ مدن القناة من قوات الشرطة بهدف تمكينهم من الاستفراد بالمدنيين وتجريدهم من أي غطاء أمني‏ ، ومن ثم الإستمرار في نزف دماء الفدائيين ، ولكن قوات الشرطة المصرية وبشجاعة باسلة منقطعة النظير  رفضت الإنذار قوات الشرطة المصرية   البريطاني، وأبلغت  فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية آنذك  بفحوى الإنذار .

 وقف القيادى الوفدي البارز فؤاد باشا سراج والوزير الفلاذي  موقف الثبات والقوة  ، حيث طلب من أبنائه رجال الشرطة الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، ليشتد غضب القائد البريطاني في القناة، ويأمر قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية، وإطلاق النيران مدافعهم بطريقة وحشية لأكثر من 6 ساعات متواصلة ، في الوقت التي لم تكن قوات الشرطة المصرية مسلحة إلا ببنادق قديمة الصنع.

 

امتد الأمر إلى محاصرة أكثر من 7 آلاف جندي بريطاني مبنى محافظة الإسماعيلية، والثكنات التي كان يدافع عنهما 850 جنديًا فقط، مما جعلها معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة، التي دافعت ببسالة عن أرضها بقيادة الضابط مصطفى رفعت.

 

قاد النقيب صلاح ذو الفقار ٨٠٠ شرطي مصري، لا يملكون سوى السلاح الشخصي الخفيف في معركة غير متكافئة مع القوات البريطانية المدججة بمختلف الأسلحة الثقيلة لتندلع حرب طاحنة، استمرت على مدى ساعتين، استطاع أبطال الشرطة خلالها تكبيد البريطانيين  خسائر مادية وبشرية بين قتيل وجريح، بينما فقد رجال الشرط عشرات الشهداء الذين  سقطوا مضحين بدماءهم حفاظا على الواجب والمسئولية لتقتحم القوات البريطانية القسم بعد نفاد ذخيرة قوات الشرطة المصرية .

 

وأجبر تصدي الشرطة المصرية لقوات الاحتلال واستبسالهم حتى اللحظة الأخيرة في الدفاع عن الوطن، الجنرال الإنجليزي اكسهام، على منح جثث شهداء الشرطة التحية العسكرية عند إخراجها من مبنى محافظة الإسماعيلية، اعترافًا بشجاعتهم في الحفاظ على وطنهم.

وبحسب أراء المؤرخين والمعاصرين للاحداث في 25 يناير 1952 ، تعد موقعة اقتحام قسم الإسماعيلية من الأسباب المؤدية لثورة يوليو 1952 من نفس العام، حيث خرجت المظاهرات المصرية يوم 26 يناير بعد انتشار أسر البريطانيون مئات الشرطيين المتبقين في حادثة أثارت موجة غضب شعبي عارمة.


شارك في المظاهرات المنددة بالاحتلال رجال الشرطة جنبا إلى جنب مع طلبة الجامعات ، وسقط 56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا من الشرطة المصرية ....وبقى التاريخ شاهد على أعظم  ملحمة أمنية نضالية وطنية .

ثمرات الفكر

الرجال الحقيقيون هم من يصنعون الأحداث ولاتصنعهم الظروف والأحداث ..الرجولة عطاء وتضحة وفداء وبسالة و مواقف بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار اليوم : "القيادة" تعزي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن بالتفصيل
التالى اخبار اليوم : مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن.. الإمارات في صدارة قائمة الكؤوس بالتفصيل