الجمعة 24 يناير 2025 11:24 مساءً
كشف الإعلامي الدكتور عمرو الليثي عن تجربة شخصية صعبة مر بها جعلته يدرك المعنى الحقيقي لعبارة “أعز الولد ولد الولد”.
وقال: “لم أفهم عمق هذه الجملة إلا عندما وجدت نفسي وسط أزمة هزّت كياني وتركت أثرًا لا يُمحى. شعرت حينها أن حياتي بأكملها توقفت للحظات، وكأن الزمن يأبى أن يمضي.”
بداية القصة
بدأت القصة عندما كان الليثي عائدًا من رحلة عمل قصيرة إلى تونس استغرقت 36 ساعة. أثناء هبوط الطائرة، قام بتشغيل هاتفه ليجد عدة مكالمات فائتة من زوجته.
يقول: “اتصلت بها فورًا لأطمئن، وسألتها بهدوء: (أنتِ بخير؟)، أجابتني بهدوء غريب: (إحنا مستنيينك)، أخبرتها أنني سأذهب لمجاملة صديق في عقد قران ابنه، لكنها قاطعتني بحسم: (لا، متروحش)، ثم تراجعت وأضافت: (تعالى على طول.. إحنا عند بنتنا ياسمين).”
القلق يدخل قلب عمرو الليثي
هنا بدأ القلق يتسلل إلى قلبه، سألها مباشرة: “هو في حاجة؟” لكنها صمتت للحظات قبل أن تقول: “حفيدتنا تعبانة شوية” ، عند هذه الكلمات، تسارعت دقات قلبه وعلت نبرته: “مالها؟ في إيه؟!”.
كانت تلك اللحظات ثقيلة، تابع الليثي قائلاً: “صديقي الإعلامي أحمد المسلمانى كان جالسًا بجواري، وشعر بقلقي.
حاول تهدئتي قائلًا: (اهدى.. خير إن شاء الله). لكنني لم أستطع التحكم في مشاعري. كنت أنتظر بفارغ الصبر لحظة هبوط الطائرة، وعندما حدث ذلك، هرولت إلى المستشفى دون أن أفكر في شيء.”
عندما وصل، رأى حفيدته الصغيرة، التي لم تكمل أربعة أشهر، موصولة بأجهزة التنفس، وفي يدها الصغيرة الكانيولا.
يقول: “أخذتها بين ذراعيّ وأنا أردد: (مالها؟ في إيه؟!)، لكنني لم أجد إجابة تهدئ قلبي، وكان زوج ابنتي يحاول طمأنتي، لكن عينيه كانت تقول غير ذلك.”
وأضاف: “جلست بجوارها أيّامًا لا أتحرك، أدعو الله من أعماقي أن يمدها بالشفاء وبين دموعي وهمسات دعائي، شعرت برحمة الله تحيط بها شيئًا فشيئًا بدأت تتحسن ، وفي لحظة مؤثرة، أمسكت بيدي بأصابعها الصغيرة وكأنها تقول لي: (أنا كويسة يا جدو).”
أعز الولد ولد الولد
وختم الليثي قائلاً: “هنا فقط أدركت ماذا تعني (أعز الولد ولد الولد). هذه التجربة علّمتني أن لا شيء في الحياة يساوي سلامة أحبائنا. أسأل الله أن يحفظ كل أحبابكم من كل مكروه وسوء.”