الجمعة 24 يناير 2025 11:06 مساءً
شهدت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، ندوة بعنوان: "العلاقات العمانية المصرية.. مرتكزات ومواقف"، وأدارها الإعلامى عاصم الشيدي.
ركزت الندوة على 3 محاور، الأول: التفاهم المشترك وتبادل الخبرات (الثقافة والإعلام نموذجًا)، وتحدث فيه الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام العماني الأسبق، وأستاذ الإعلام جامعة قابوس.
وجاء المحور الثاني بعنوان: «التاريخ المشترك للعلاقات العمانية المصرية.. الجذور التاريخية والروابط القديمة بين البلدين وأثرها على العلاقات الحالية»، بحضور كل من: الدكتور علي الدين هلال دسوقي وزير الشباب الأسبق، والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق.
أما المحور الثالث جاء بعنوان: «التعاون السياسي والدبلوماسي والتنسيق حول القضايا الراهنة»، وتحدث فيه الدكتور علي العيساني سفير عمان الأسبق.
وأشاد الإعلامي عاصم الشيدي بعمق العلاقات المصرية العمانية في المجالات كافة.
وقال الدكتور علي الدين هلال دسوقي وزير الشباب الأسبق: «ترتبط مصر وسلطنة عُمان علاقات قول وفعل واحترام متبادل، وعدم تدخل في الشؤون الداخلية، وعلاقات دبلوماسية تاريخية متميزة تمتد لأكثر من 50 عامًا، أرسى دعائمها السلطان قابوس بن سعيد، إيمانًا منه بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة».
وأضاف أن تاريخ العلاقات العمانية المصرية راسخ ومتواصل، مشيرًا إلى أن التواصل الحضاري ممتدًا بين العمانيين والأسر الفرعونية، واستمر ذلك التواصل في العصر الحديث بين القاهرة ومسقط، وهناك عدة محطات مهمة أثبتت صلابة هذه العلاقات ورسوخها.
وأشار إلى دور سلطنة عمان وموقفها مع مصر أثناء عملية السلام بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩، والتي نتج عنها استعادة مصر لبقية أرضها في سيناء، وهو من أكثر المواقف السياسية المشهودة بين مسقط والقاهرة.
وقال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، إن الشعب المصري يتذكر بكل التقدير والاحترام الموقف المشهود للقيادة العمانية آنذاك، حيث كان القرار التاريخي للسلطان قابوس بن سعيد والنهج السياسي والثقافي في صالح مصر.
وأضاف عرب: «ذهبت إلى سلطنة عُمان أستاذًا مساعدًا للتاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس، كنت في منتصف الثلاثينيات من عمري، لم أكن أعرف كثيرًا عن هذا البلد العربي العريق إلا ما درسته كطالب في الجامعة وما دَرَسته لطلابي بعد ذلك عن دور العمانيين في مقاومة الغزو البرتغالي، أو ما قرأته من كتابات جمال زكريا قاسم، ومذكرات أميرة عربية للسيدة سالمة بنت سعيد المترجم من اللغة الألمانية، وكانت الاستعدادات قائمة على قدم وساق استعدادًا لافتتاح جامعة السلطان قابوس لأول مرة في العام الدراسي 1986/1987.
وتابع أنه سبقه إلى الجامعة مجموعة من الأساتذة الكبار، وكانوا كل يوم في اجتماعات لمراجعة المناهج، وتزويد المكتبة بأهم الإصدارات في مختلف المعارف الإنسانية، وتحديد عدد الساعات الدراسية لكل مقرر وفق ما يسمى بنظام الساعات المعتمدة، وتدارس القضايا الجوهرية حول جدوى تدريس بعض المقررات كالفلسفة، واللغة اللاتينية، والتاريخ، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والحضارة الإسلامية.
وأشار عرب إلى أن إنشاء جامعة السلطان قابوس يعد بداية جديدة لمرحلة من التنمية الشاملة حينما أمدت الجامعة مؤسسات الدولة كافة بالكوادر البشرية، لافتا إلى أنه من المؤكد أن السلطان قابوس كان على ثقة بأن التعليم هو الطريق الحقيقي للتنمية.
وأكمل: «ازدهرت الجامعة، وكانت بمثابة القاطرة التي دفعت بالمجتمع نحو التقدم والازدهار، وهي تجربة كان التعليم عمادها، فقد أسس لدولة حديثة شملت كل مناحي الحياة».
وأكد الدكتور عبد المنعم الحسني، أن التعاون الثقافي والإعلامي ركيزة مهمة لتطوير العلاقات المصرية العمانية، وأن مصر واحدة من المدارس الإعلامية المهمة والتي حرصت سلطنة عمان على الاستفادة منها.
وأضاف أن العلاقات المصرية العمانية تتميز بالتفاهم والتعاون على الأصعدة كافة، مؤكدا حرص السلطنة على مد جسور التعاون مع المؤسسات الصحفية فى أنحاء العالم.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عديدا من الفعاليات والأنشطة الثقافية المشتركة، موضحا أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها السلطان هيثم بن طارق مؤخرًا إلى مصر والتي تؤكد حرص قيادتي البلدين على الدفع نحو تنمية العلاقات الأخوية المصرية العمانية.
وأكد الدكتور علي بن أحمد العيسائي، السفير السابق لسلطنة عمان لدى مصر، أن العلاقات العمانية المصرية تمثل محور ارتكاز مهم على الساحة العربية، بفضل الانسجام والتناغم في الرؤى والسياسات المشتركة للبلدين، حيث يسعى البلدان دائما إلى حل كل الخلافات بالمنطقة بالحوار والتفاوض، والدعوة إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا.