الأربعاء 11 ديسمبر 2024 11:42 صباحاً
العرب إن وُجدوا هُمِّشوا
لم يعد للعرب وجود يذكر على مائدة أي مفاوضات تُجرى بشأن أية دولة عربية، وحتى إذا حضر العرب، فإن حضورهم يظل شكلياً"أن وجدوا همشوا" ، فهم بلا تأثير فعلي في رسم الخرائط السياسية التي تُحدد مصير بلادنا العربية. فالقرارات المصيرية تصنع و تُصاغ وتُنفذ وفقاً لمصالح إسرائيل وأمريكا، بينما تبقى الدول العربية، بما فيها جامعة الدول العربية، "كومبارس " شاهد عيان صامت.
جامعة الدول العربية، التي تأسست لتكون حامية المصالح العربية، لم تتخذ موقفاً حازماً حيال الاحتلال الإسرائيلي للمناطق العازلة بين سوريا وإسرائيل. ومع ذلك، لم نشهد دعوة لاجتماع طارئ أو حتى تصريحاً يُشعر المواطن العربي أن ثمة حراكاً يُدافع عن حق عربي مغتصب.
في المشهد السوري، ورغم الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد بحق شعبه، لا يمكن إنكار أن سوريا تعيش الآن مأساة ممثلة فى اصحاب السلطة الان، لذلك لابد أن نشعر بالخطر لأن الهوية السورية تُمحى، بتصدر المشهد أحمد الجولاني، الشخص المطلوب دولياً، والذي رصدت الولايات المتحدة ذات يوم ملايين الدولارات للإيقاع به. اليوم، بات الجولاني ضيفاً مرحباً به على الشاشات الأمريكية، لاعباً جديداً في المسرح السياسي،هو الآن من نجوم المجتمع الدولى، طبعا طبقا لدورة، إلى حين انتهاء دوره المرسوم له.
هذه التحولات ليست جديدة. من قبل، رأينا كيف أصبحت العراق مسرحاً لصراعات طائفية وملعباً للتنظيمات المتطرفة بعد سقوط صدام حسين، برعاية أمريكية مباشرة. الخريف العربي كان امتداداً لهذه السياسات، حيث أدت الانتفاضات الشعبية إلى تدمير دول عربية، ووقعت الكثير منها تحت سيطرة جماعات دينية متطرفة و الحمد لله ان مصر تعافت منها سريعا بفضل شعبها و جيشها الذى قام بحماية ثورة الشعب فى 30 يونيو .
لكن وسط هذه الفوضى، لم يكن الوضع العربي استثناءً. الخطط تُحاك في إسرائيل وأمريكا، تُدعمها قوى غربية، وتُنفذ في بلادنا.
اليوم، تُشعل النيران في غزة ولبنان، ويُعد المسرح لسقوط سوريا . التخلي الروسي والإيراني عن النظام السوري يطرح تساؤلات حول الثمن الذي دُفع مقابل هذا السقوط السريع.
أما أحمد الجولاني، الذي قُدِّم ليكون واجهة جديدة للسلطة في سوريا، فمصيره لن يكون مختلفاً عن غيره من أدوات الغرب في المنطقة. كما انتهى دور حسن نصر الله وغيرهم، سيأتي عليه الدور قريباً. الولاء الذي يُقدمه الجولاني الآن لن يشفع له عندما يحين موعد انتهاء دوره، فهكذا تدار الأمور في لعبة المصالح الدولية.
الخلاصة: إذا لم تُدرك الدول العربية ضرورة توحيد الصفوف لتصبح لاعباً دولياً مؤثراً، ستظل نهباً للطامعين. علينا أن نستيقظ، ونستعد لمواجهة الغرب بأساليبه. لأننا إذا استمررنا على هذا الحال، لن يبقى منا إلا الذكرى.
و بالنسبة للجولانى اقول له البقاء لله فيك ...دورك قادم قادم لا محاله.