أخبار عاجلة

رياضة : ربنا يستر من «ترامب»

رياضة : ربنا يستر من «ترامب»
رياضة : ربنا يستر من «ترامب»

الأربعاء 22 يناير 2025 09:00 مساءً

أقلقنى كثيرا تشكيك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى التزام إسرائيل بتنفيذ كل بنود اتفاق غزة الذى دخل حيز التنفيذ الأحد الماضى، ومصدر قلقى تصريحه الخطير فى الساعات الأولى من تنصيبه رئيسا «لست واثقا إذا كان طرفا النزاع سيلتزمان بالهدنة ويمضيان قدما للتوقيع على اتفاقية كاملة، هذه ليست حربنا، إنها حربهم».

هذه العبارات المركزة والموجزة تكشف يقينه التام بأن «نتنياهو» يتخذ هذا الاتفاق كاستراحة مؤقتة لالتقاط الأنفاس وإعادة الرهائن، ومن ثم التخلص من أزمة شعبية كبيرة تواجه حكومته، إضافة إلى أزمة الاستقالات التى تقدم بها وزراء اليمين المتطرف ورئيس أركان الجيش.

كما تكشف عدم ثقة ترامب بحركة حماس؛ فهى ما زالت تقاوم؛ رغم ما أصاب خطوطها من تدمير وانهيار وضعف، وما هذا الحضور القوى لقادتها الشباب يوم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن، حاملين (البسبوسة والحلويات) إلا دليل على إحساس حماس بنشوة نصر؛ رغم كل الضربات والاغتيالات الموجعة التى تلقتها فى كل الجبهات.

ولا ينسى ترامب الصديق الصدوق لنتنياهو والحليف الأول لإسرائيل فى الشرق الأوسط تصنيفه السابق لحماس على أنها منظمة إرهابية، لديها قضية أزلية وتاريخية تناضل وتحارب من أجلها، وستظل تحارب مهما كان حجم الخسائر والتضحيات، ومهما ارتفعت حواجز اليأس وفقدان الأمل، والتى تحطمت وبقوة فى السابع من اكتوبر عام 2023 الماضى.

ويبدو أن ترامب واثق من شكوكه، وغير راضٍ عن حماس ولديه قناعة تامة بأنها ليست جديرة بحكم القطاع، واشتاط غضبا وهو يرى جنودها يخرجون من جحورهم يتباهون ويرفعون أعلامها، وهى نفس كمية الغضب التى دفعت نتنياهو إلى سكان الضفة الغربية، فبينما كانت أفراح الغزاوية تملأ الشوارع والساحات، كانت إسرائيل تدك اشقاءهم فى جنين دكا دكا، بالقنابل والرصاص، وكأن نتنياهو يقول لصديقه ترامب ولمعارضى اتفاق «الحرب مستمرة» واتفاق الرهائن هدنة مؤقتة وقصيرة جدا، يعود بعدها جيش الاحتلال لعادته وخطوطه وتمركزاته فى القطاع وكل الأراضى المحتلة.

ومع أن ترامب طالب بسرعة التوقيع على اتفاق (19 يناير 2025) الذى رتبته وأعدته حكومة الرئيس السابق بايدن، بالتنسق مع مصر وقطر، إلا أنه لم يفعل ذلك من أجل عيون حماس، ولا الفلسطينيين، ولا لوقف حرب الإبادة، وإنما لإنقاذ الرهائن والمحتجزين، والدليل إعلانه صراحة أنه سيدعم إسرائيل بقوة، وكانت أولى الخطوات إلغاء العقوبات التى فرضتها إدارة سلفه «بايدن» على مستوطنين متطرفين فى الضفة الغربية شنوا هجمات على فلسطينيين أبرياء، وعدم اعتراضه على إمداد تل أبيب بأحدث الأسلحة ومليارات الدولارات.

ويمكن القول إنه لا هازم ولا مهزوم، كل من الطرفين تكبد خسائر فادحة وقدم تضحيات وتنازلات، ودفع الثمن باهظا سياسيا وعسكريا وإنسانيا، والأمل فى المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل، لتنفيذ ما تعهدت به؛ تمهيدا لفتح مسار سياسى جديد، يمكن من خلاله إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى بحل الدولتين، وهو ما تريده حماس كهدف أول تمسح به دموع الأمهات الثكالى والأرامل، وآلاف المصابين فى حرب استمرت 15 شهرًا، وراح ضحيتها أكثر من خمسين ألف شهيد، وبنية تحتية مدمرة تحتاج إلى 12 مليار دولار.

عموما لست متفائلا؛ لأن نتنياهو وصديقه ينظران للاتفاق على أنه مجرد وقف إطلاق للنار، وليس إنهاء لحرب ضروس تهدد بحرب عالمية ثالثة وتجعل الشرق الأوسط على فوهة بركان، ولا يفارقنى قول المدافع الأول عن الصهاينة المجرمين وحاميهم: «سنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى».

[email protected]

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أخبار العالم : بتكلفة نصف مليار جنية.. إنشاء 65 مدرسة جديدة بواقع 1172 فصل دراسي فى أسيوط خلال 2024
التالى أخبار العالم : ضبط 43582 مخالفة مرورية خلال ٢٤ ساعة