الثلاثاء 21 يناير 2025 07:48 صباحاً
أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات سبيس إكس وتسلا، موجة من الجدل الواسع أمس الإثنين، بعد أن أدى تحية فاشية مرتين متتاليتين أثناء احتفالات تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
لحظة التحية المثيرة للجدل
خلال تجمع حاشد في "كابيتال وان أرينا"، في العاصمة الأمريكية، تلقى ماسك تصفيقًا حارًا من أنصار ترامب، بينما كان يخاطب الحضور، قام ماسك بلفتة أثارت العديد من التساؤلات، حيث ضرب صدره بيده اليمنى، ثم رفع ذراعه بشكل قطري إلى الأعلى، في حركة مشابهة للتحية الفاشية الشهيرة، التي تعرفها رابطة مكافحة التشهير (ADL) بأنها "رفع الذراع اليمنى مع توجيه راحة اليد إلى الأسفل".
وبينما استدار ماسك ليكرر نفس الحركة، أبدى الحشد حماسه، لكن هذا التصرف تسبب في موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تحية نازية للزعيم هتلر، بينما رآه آخرون مجرد تصرف عفوي.
ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي
انتقد العديد من الناشطين الأكاديميين والإعلاميين تصرف ماسك، حيث اعتبرت أستاذة التاريخ في جامعة نيويورك، روث بن غيات، أن التحية كانت "نازية وعدوانية للغاية". في المقابل، رد ماسك على الانتقادات بتأكيده على أنها لم تكن تحية نازية، بل مجرد لفتة حماسية. وأعاد نشر مقاطع الفيديو التي تظهر التحية، مؤكدًا أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة.
من جهة أخرى، انتقدت النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز رابطة مكافحة التشهير، مشيرة إلى أن تبريرها لتصرف ماسك يعكس تواطؤًا مع "التحية التي تم تأديتها بشكل متكرر من قبل النازيين". ورد ماسك على تعليقها بنبرة ساخرة، معتبرًا أنها "وصلت إلى مرحلة متقدمة من متلازمة اضطراب ترامب".
الجدل يتصاعد حول دعم ماسك لليمين المتطرف
هذه الحادثة ليست الأولى التي يثير فيها ماسك الجدل بشأن توجهاته السياسية. ففي الأسابيع الماضية، أثار ماسك مزيدًا من الجدل عندما استضاف زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا"، أليس فايدل، وهي شخصية معروفة بمواقفها اليمينية المتطرفة، في محادثة على منصة "إكس" التي يملكها.
ورغم إصرار ماسك على أن تحيته لم تكن ذات دلالة سياسية محددة، فإن هذا التصرف ألقى بظلاله على علاقاته مع العديد من الشخصيات السياسية. وباتت تحركاته الأخيرة تثير القلق بشأن مدى تقاربه مع أيديولوجيات يمينية متطرفة.
التحية النازية: دلالات تاريخية وحساسية اليوم
التحية الفاشية التي أداها ماسك تُذكر بتحية "هتلر" الشهيرة التي كانت تستخدم بشكل واسع خلال فترة حكم النازيين في ألمانيا.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، باتت هذه الإشارة مرادفًا للتطرف والعنصرية، وأصبحت تشكل مصدر قلق بسبب ارتباطها بنظريات تفوق العرق الأبيض، وهو ما يجعل أي تصرف مشابه مثار جدل واسع.
بينما ينفي ماسك أن يكون قد أراد تقديم تحية نازية، تبقى هذه الحادثة محط أنظار وسائل الإعلام والمراقبين، في ظل أجواء سياسية متوترة ومواقف ماسك المثيرة للجدل التي تؤكد تزايد تأثيره في الساحة العامة. وبينما تتزايد الدعوات للتسامح وفهم السياقات السياسية والتاريخية، يبقى المستقبل السياسي لمثل هذه الشخصيات غامضًا في ظل الانقسامات الحالية.