10 ديسمبر 2024, 7:42 مساءً
دشَّنت جمعية أدبي حائل السبت الماضي الديوان الشعري للشاعر "أبو زويد" بعنوان (خلف بن دخيل الرخيص بين الفروسية والفراسة)، وذلك في قرية حفر الرخيص شمال حائل، بحضور رئيس الجمعية الدكتور نايف المهيلب، وعدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمؤثرين في المنطقة.
وفي التفاصيل، تم اختيار قرية حفر الرخيص، الواقعة وسط النفود على بُعد 140 كلم عن مدينة حائل، لتوقيع الديوان الشعري؛ كون قرية حفر الرخيص مسقط رأس الشاعر العلم "أبو زويد"، وهي آية في الجمال الآسِر، وتشكل واسطة العقد في النفود، التي تعرف باسم "رمال عالج"، ويحدها شمالاً الشقيق التابع لمنطقة الجوف على بعد 130 كلم، ويوجد فيها آبار مطوية قديمة، بُنيت في زمن (الهلالات)، يُقدَّر عمقها بـ45 بوعًا (80 مترًا تقريبًا)، ويمرُّ بها طرق الرحالة القدامى إلى الجوف المسمى "طريق الجوبة".
وخلال تدشين الديوان قضى رئيس جمعية أدبي حائل، الباحث الدكتور نايف المهيلب، يومًا كاملاً في قرية حفر الرخيص، يتأمل ويكتشف تفاصيل تلك القرية الصغيرة، واطلع على كل قصص وتفاصيل ذاك المكان بأكمله.. فأشجارها وربيعها تروي القصص، وعمق آبارها یکشف عمق أهلها، وهدير دلائها يعزف إيقاعًا شاهدًا على الأحداث والأزمان، وشروق الشمس فيها شروق مختلف، أما خيوط الأصيل فهي تحكي أصالة ونباهة النبهانيين فيها.
يُذكر أن الشاعر "خلف أبو زويد" لُقب بـ"حكيم شمر"؛ إذ جمع بين الفطرة السليمة والذائقة الصحيحة، واعتلى صهوة الشعر؛ فكان شاعرًا فحلاً.
وعُرف كذلك بالفراسة؛ فهو يقرأ لغة الجسد، وأخاديد الوجه، ولغة العيون.. ولديه قدرة هائلة في معرفة الرجال، وسبر المال، ويربط بين الزمان والمكان، ويتساءل مع ذاته، ويطرح الأسئلة الصعبة العميقة، ويستشرف المستقبل، ويتنبأ وفق رؤيته العبقرية، وتجربته الثرية، التي مكنته من سرعة البديهة والإجابات المفحمة والمسكتة.
ولعل مما عمَّق تجربة "أبو زويد" الشعرية عمره المديد، وتجربته الشعرية النادرة؛ إذ عمَّر أكثر من مئة عام تقريبًا، وكان شاهدًا على كثير من مراحل التحولات والتغيرات.