الجمعة 17 يناير 2025 09:36 مساءً
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"
دخل والسبحة أسيرة بين أصابعه اليمنى، وهو يحركها بأحد أنامله، ويهمهم بشفتيه. سكن بجانبى وهو يلقى العجاز أسفل قدميه. التصقت بالشباك وأنا أحرك فخذى يميناً ويساراً، أتقدم للأمام ثم أنتفض للخلف.
أتنهد بصوت مسموع لعلها تخبره، أن جميع الأماكن فارغة، لعله أصيب بقصر نظر لما رأيته يرتدى نظارة احتلت وجهه بأكمله. ترددت قبل الحديث معه، وفى لحظة قررت تغيير مكانى.
تأخر الوقت كثيراً، اكتملت الأماكن وأُغلق عليها الطريق، فما يسعها فعل شىء سوى احتضان الشباك والتمركز فى مكانها لساعتين إلى أن تصل. أفزعها توجيه حواسه لها وهو يرفع حاجبيه ويحدق بها فى حركة فجائية وابتسامة باهتة سرعان ما تختفى، تتكرر كل خمس ثوان.
خفق قلبها وهى تحدث نفسها، «أمجنون هذا أم متحرش؟ مؤكد متحرش. ولكن كيف لهذا الشيخ أن يكون هكذا!» لن يبقى لديها سوى عشر ثوان لتأخذ قرارها الحاسم إما المقاومة أو الاستسلام.
أنقذها شاب متذمر فى جلوسه أمام الباب، ارتفع صوتها المهتز تستنجد به بنبرة مصطنعة القوة وهى تشير لمكان الشيخ:
- يمكنك الجلوس هنا. عم الشيخ لن يعترض أبداً.
أشار له بالجلوس وسمح له «أقبل يا بنى» ارتخى فؤادى وفمى يرسم الابتسامة حتى ظن الشاب أنى معجبة به وسعدت بقدومه.
شككت فى أمره لما رأيته ينظر تلك النظرات للشاب، وزاد عليه غمزة بعينيه، ألقيت نظرى للخارج، وأجبر ذهنى على الشرود. غمرتنى السكينة لما رأيت سلم منزلى يرمقنى من بعيد، وأثلج صدرى وأنا ألوح للسائق لينزلنى عنده.
وفى طريقى للباب، تسلل لمسمعى حديثه فى الهاتف وهو يقول «متى الاستشارة يا دكتور؟ أظن أن التشنجات عاودتنى من جديد».