الجمعة 17 يناير 2025 09:18 مساءً
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"
تمنيت أن أكتبنا يوماً، أكتب عن نور رغم قربه ظل بعيداً، وعن فراشة شغفها الاحتراق حباً لكنها لا ارتوت فانتهت ولا حلقت بعيداً فتحررت، أستعيد العرافة التى أمسكت بكفى لتقرأها ولم يكن الزمن قد خط بها خطوطه بعد، طفلة مازلت أركض فى المروج باحثة عن عشب ندى أجمع الأطفال عنده لأقص عليهم حكايتى معك، كنت الشاطر دائما وأنا لست بست الحسن.
«لن تحترقى بالنور، لست الفراشة المختارة، نورك أقوى من ناره»
أهز رأسى لأنفض كلماتها عسانى أنساها، وألملم النور المنساب من فم النجمات لأسكبه من حولك وأقترب رويدا رويدا بغية ارتواء واحتراق يدحض النبوءة ويملأ السماء برمادى فأكون عبرة لفراشات تأتى من بعدى كى لا تقترب وتظل أنت وحيدا، لكن النار زهدتنى، صارت بردا وسلاما لم أنشده، ركلتنى خارج بوتقتها ونادت على باقيات قابعات فى قائمة انتظار امتلأت بالغبار وأحاطتها خيوط العنكبوت الكئيبة حتى تعبقت السماء برائحة الاحتراق، رائحة جعلتنى أبتعد قدر ابتعاد مشرق شمسى عن مغربها وأرتكن عند العشب الذى جف بعد انفضاض الأطفال من حولى وقد ملأهم الضجر من تكرارى لقصتى، وأظل أبكى وأبكى بعد أن صَدَقَت النبوءة وأنظر لسمائى فأراها قد أظلمت إلا من بقعة ضوء بعيدة أدرك أنك تتوسطها وقد جمعتك الصدفة بفراشة تعرف طريقها وتأبى الاحتراق بينما ألعق رماد هزيمتى وحدى، أمسك دفترى لأكتب تفاصيل أوشكت على التلاشى والتشتت بين غيمات العقل البيضاء المتوحشة التى تقتات على الذكريات، أكتب عن فراشة ضلت الطريق إلى سربها، لا هى ارتوت فانتهت، ولا حلقت فتحررت، فراشة فقدت هويتها، فراشة ضالة لن تعود ولو عاد السرب.