17 يناير 2025, 4:13 مساءً
كشف أستاذ الاتصال والإعلام المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور مصعب بن فالح الحربي في دراسة حديثة نشرها مركز الخليج للأبحاث بعنوان “أيديولوجيا الإعلام الجديد وقضية الأمن الوطني: دراسة في الواقع والتداعيات ومسارات المواجهة”، عن التأثيرات العميقة للإعلام الجديد على الأمن الوطني، التحديات والفرص التي يطرحها هذا النوع من الإعلام في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وتناولت الدراسة، التي أعدها الدكتور الحربي بكلية الاتصال والإعلام، التحولات التي أحدثتها منصات الإعلام الجديد في بناء المجتمعات وصياغة الرأي العام، مع التركيز على أبعادها المختلفة التي تشمل الأمن الاجتماعي، الفكري، والسياسي، كما أوضحت أن الإعلام الجديد، على الرغم من مميزاته كالتفاعلية وسرعة الوصول، يحمل تحديات كبيرة تتمثل في انتشار الأخبار الكاذبة، الحسابات الوهمية، والتزييف العميق، مما يشكل تهديداً مباشراً على استقرار الدول ومجتمعاتها.
وأكد الدكتور الحربي أن هذه المنصات، بما توفره من مساحة مفتوحة للتعبير وتبادل المعلومات، تجاوزت دورها كأدوات اتصال لتصبح قوة مؤثرة في صياغة اتجاهات الأفراد ومواقفهم. وأشار إلى أن غياب التنظيم الواضح لحرية النشر والإنتاج الإعلامي أدى إلى تعزيز مخاطرها على الأمن الوطني داعياً إلى زيادة الوعي بأهمية كشف المعلومات المضللة وتطوير آليات لمواجهة الحسابات الوهمية التي تستخدم للإضرار بالمجتمعات.
وأوصت الدراسة بضرورة تعزيز التربية الإعلامية لدى الأفراد، وتنظيم عمل وسائل الإعلام الجديد عبر سياسات وتشريعات واضحة، إلى جانب استثمار هذه الوسائل في تعزيز التنمية المستدامة وحماية القيم المجتمعية، وخلصت إلى أن الإعلام الجديد يمكن استثماره في تعزيز الاستقرار الوطني وتجاهله أو تركه دون تنظيمات وتشريعات واضحة قد يمثل أداةً لتهديد الأمن الداخلي والخارجي، مما يستدعي تكاتف الجهود بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية للتعامل مع هذا الواقع الجديد.