14 يناير 2025, 3:30 مساءً
مع استمرار حرائق باليساديس وإيتون في إحراق جنوب كاليفورنيا، تساءل الناس عما إذا كان بإمكان رجال الإطفاء استخدام المياه المالحة من المحيط بدلًا من استنفاد مصادر المياه العذبة.
وحسب تقرير على موقع شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية: الإجابة المختصرة هي نعم، يمكنهم ذلك، لكن الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد الذهاب إلى الشاطئ لنقل المياه إلى سفوح التلال في لوس أنجلوس.
فيما يلي بعض العوامل الرئيسية التي يجب معرفتها حول كيفية استخدام مياه البحر في مكافحة الحرائق، وبعض قيودها:
مشكلة إمكانية الوصول إلى المياه المالحة
وفقًا لقسم مكافحة الحريق في كاليفورنيا "Cal Fire": تمتلك كاليفورنيا أكبر أسطول طيران مدني لمكافحة الحرائق في العالم بأكثر من 60 طائرة، ومع ذلك فإن القليل منها فقط قادر على جمع المياه من المحيط الهادئ، وتحديدًا هناك طائرتان فقط مؤهلتان لذلك.
وقد تم رصد طائرة "Super Scooper CL-415" وهي تفعل ذلك الأسبوع الماضي للمساعدة في إبطاء انتشار حريق باليسيداس، بينما يعمل رجال الإطفاء على الأرض لاحتواء الحريق.
وفقًا لشركة "WinAir" لبرامج إدارة الطيران: فإن طائرات قصف المياه هذه التي تبلغ تكلفتها 25 مليون دولار قادرة على نقل 14 ألف رطل من المياه.
لكن لسوء الحظ تم إخراج إحدى الطائرتين من الخدمة مؤقتًا بعد تعرضها للتلف بواسطة طائرة بدون طيار غير مصرح بها.
مشكلة الرياح القوية والاضطرابات الجوية فوق الحرائق
أيضًا تلعب رياح سانتا آنا القوية أيضًا دورًا رئيسيًّا في عدم قدرة طائرات "Super Scoopers"، وغيرها من طائرات مكافحة الحرائق، على الطيران في مهامّ لإسقاط المياه وموادّ الإطفاء الأخرى.
قال متحدث باسم قسم حرائق كاليفورنيا في مقطع فيديو توضيحي: "إن الاضطرابات الجوية التي تنشأ فوق حريق لا تصدق بالفعل، وعندما تتزامن مع الرياح المدمرة التي تهدد الحياة، فإن هذا يجعل الطيران مستحيلًا تقريبًا، فوق مناطق الحرائق، خاصة عندما تكون الرياح أسرع من 30 ميلًا في الساعة. والذي يحدث في مثل هذه الظروف أن الماء وموادّ الإطفاء التي يتمّ رشها ينتهيان إلى تكون ضباب بدلًا من المطر الثابت".
المياه المالحة تآكلية
تم تصميم بعض طائرات مكافحة الحرائق فقط لحمل ونشر موادّ مكافحة الحرائق، وليس الماء. وبالنسبة لتلك التي تحمل الماء لا يتم استخدام الماء المالح غالبًا؛ لأن ملوحته يمكن أن تلحق الضرر بالمعدات.
فقد يخلق الماء المالح مشاكل مماثلة لأنظمة مكافحة الحرائق الأخرى، فقد صُنعت صنابير المياه والعديد من أدوات مكافحة الحرائق الأخرى من المعدن، وهو عرضة للصدأ عند تعرضه للأكسجين والماء.
ويوضح الخبراء أنّ الملح يسرع عملية التآكل؛ لأنه يعمل كإلكتروليت يسمح للحديد بفقد الإلكترونات بسهولة أكبر.
التأثير الضارّ لمياه البحر على التربة
ووفقًا للخبراء: فإنّ سببًا آخرَ لاستبعاد مياه البحر في مكافحة الحرائق هو تأثيرها على البيئة.
وقال "باتريك ميجونيجال" عالم البيئة البيئية في مركز سميثسونيان للأبحاث البيئية: إن التأثير الطويل الأمد لمياه البحر على الأشجار والتربة لم يُفهم بعد بشكل كامل.
كتب "ميجونيجال" الذي درس كيف تتفاعل الغابات الساحلية الخالية من الملح تاريخيًّا مع التعرض لمياه البحر، في مقال على موقع "The Conversation " للدراسات العلمية، أن الظروف الجافة في جنوب كاليفورنيا قد تسمح للملح بالبقاء في التربة، وهو ما قد لا تتحمله بعض الأشجار.
وكتب: "تشير تجاربنا المعملية إلى أن الملح كان يتسبّب في تشتت الطين والجسيمات الأخرى وتحركها في التربة. ويمكن أن تستمرّ مثل هذه التغييرات في كيمياء التربة وبنيتها لسنوات عديدة".
هل لدى لوس أنجلوس ما يكفي من المياه؟
وأضاف التقرير: بما أن مياه المحيط ليست الخيار الأفضل لمكافحة الحرائق المستمرة، فإن السؤال يبقى ما إذا كان هناك ما يكفي من المياه لمكافحة النيران.
قالت النائبة "جودي تشو" وهي ديمقراطية تمثل المناطق التي دمرتها حرائق الغابات في لوس أنجلوس، في برنامج "Face the Nation with Margaret Brennan": إن وكالات الإطفاء أكدت لها أن هناك "مياهًا كافية" لمواصلة مكافحة الحرائق وسط مخاوف بشأن ضغط المياه في المنطقة.
هذه ليست حادثة عادية
وقالت: إنه عندما بدأت الحرائق لأول مرة، وأججتها "الرياح الشديدة"، كانت أقسام الإطفاء مثقلة.
وقالت "تشو": "هذه ليست حادثة عادية، وكانت العديد من صنابير الإطفاء تعمل في نفس الوقت، كما تمّ إيقاف تشغيل الكهرباء المستخدمة لضخ المياه حتى لا تشتعل المزيد من الحرائق. لقد حدث ذلك في تلك المرحلة، لكنني أعتقد أننا في مكان جيد الآن".
