14 يناير 2025, 1:49 مساءً
كشفت هيئةُ شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، تفاصيلَ جديدة عن قضية استشهاد المعتقل معتز أبو زنيد "35 عامًا" من دورا جنوب الخليل، الذي ارتقى أمس الأول في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وبحسب عائلته: فإنه لم يكن يعاني أي مشكلات صحية.
وأوضحت هيئة الأسرى، استنادًا إلى إفادة أحد الأسرى الذين كانوا برفقة المعتقل "أبو زنيد" في سجن "ريمون - جانوت حاليًّا"، أن الشهيد بدأ يعاني الإصابة بمرض "الجرب - السكايبوس" قبل عدة أشهر.
ومع مرور الوقت ورفض إدارة السجن تقديم العلاج له، تحوّل الجرب إلى دمامل لها رائحة كريهة جدًّا، وبدأت تظهر انتفاخات في الأطراف، مع نقصان حادّ في الوزن، واستمرّ تدهور وضعه الصحي إلى أن فقد القدرة على تناول الطعام، والوقوف، وقضاء حاجته.
وتابع في إفادته: "أن أجزاء من طبقة الجلد بدأت تسقط على فراشه، وبقينا نطالب الإدارة مرات عديدة بنقله إلى المستشفى، دون استجابة، وفي تاريخ 4 يناير فقد الوعي، وبعد يومين نُقل إلى المستشفى، ثم علمنا أنه دخل في غيبوبة.
وأكدت الهيئة ونادي الأسير، في بيان مشترك، أنّ ما جرى مع المعتقل "أبو زنيد" جريمة طبية ممنهجة، كان الهدف منها تصفية المعتقل "أبو زنيد"، كما جرى مع العشرات من المعتقلين، الذين ارتقوا منذ بدء حرب الإبادة، والبالغ عددهم "55"، وهم المعلومة هوياتهم فقط؛ وفق "وفا".
ولفتا إلى أن حالة المعتقل "أبو زنيد" ليست الحالة الوحيدة التي تتمّ تصفيتها من خلال الجرائم الطبية الممنهجة، ومنها تعمُّد إدارة السجون توفير عوامل انتشار مرض "الجرب - السكايبوس" بين صفوف الأسرى.
ووفق البيان: تتعمّد منظومةُ السجون عدمَ توفير النظافة، والتهوية، وسحب الملابس من الأسرى، وحرمانهم من أبسط أدوات التنظيف، كما أنّ ضعف المناعة التي أصابت الأغلبية العظمى منهم بسبب جريمة التجويع كلها ساهمت في تفاقم المرض مع العديد من الأسرى.
واستذكر الجانبان حالة الشهيد محمد منير موسى من بيت لحم الذي استُشهد في أكتوبر 2024؛ إذ كان مصابًا بمرض السكري، وبعد إصابته بالجرب تفاقم وضعه الصحي؛ ما أدّى إلى استشهاده، وهناك معطيات أخرى عن بعض معتقلي غزة الذين استُشهدوا مؤخرًا تفيد بأن مرض الجرب كان سببًا مركزيًّا في استشهادهم.
وأشارا إلى أنّ مرض الجرب لم يتوقّف انتشاره في السجون حتى اليوم، وكان هناك العشرات من الشهادات لأسرى أصيبوا بالمرض، وقد عكست هذه الشهادات الكيفية التي حولت فيها منظومة السجون المرض إلى أداة لتعذيبهم وقتلهم.