الثلاثاء 14 يناير 2025 09:18 صباحاً
في عالمنا الصاخب اليوم، أصبح تناول الطعام أثناء القيام بأنشطة أخرى، مثل العمل أو التفاعل مع الهواتف الذكية، أمرًا شائعًا لكن هل تعلم أن هذه العادة قد تؤثر بشكل كبير على صحتنا؟
وأشار الباحثون إلى أن "تناول الطعام أثناء تشتيت الانتباه" أصبح أمرًا شائعًا بسبب توافر العديد من عوامل التشتيت، مثل الأجهزة المحمولة أو مشاهدة التلفاز.
وصرحت لوتي فان ديلين، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة لايدن، إنه في وقتنا الحالي أصبح بإمكاننا تناول الطعام في أي مكان وفي أي وقت، مما يخلق مزيجًا غير صحي من الأنشطة المزدحمة التي قد تؤثر سلبًا على جودة طعامنا.
عواقب صحية لتناول الطعام أثناء التشتت
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تشير الدراسات إلى أن تشتيت الانتباه أثناء الأكل يؤدي عادة إلى تناول كميات أكبر من الطعام، دون إدراك كافٍ لعلامات الشبع التي يرسلها الجسم، ويمكن لهذا السلوك أن يسهم في زيادة الوزن على المدى الطويل.
كما تبين في دراسة أجرتها فان ديلين وزملاؤها على عينة كبيرة من الأشخاص في هولندا، أن حوالي 70-75% من الوقت، يتناول الناس الطعام أثناء تأدية أنشطة أخرى.
ولاتتوقف النتائج عند زيادة كمية الطعام فقط، بل تشير إلى أن تناول الطعام أثناء التشتيت يقلل من قدرتنا على التذوق الكامل للطعام. تقول فان ديلين: "على الرغم من أننا نأكل أكثر، إلا أننا لا نستمتع بما نأكله بنفس القدر."
تشتيت الانتباه يؤثر على حواسنا
وعندما نأكل، يقوم الجسم بإرسال إشارات عبر الهرمونات مثل اللبتين والغريلين لتنبيه الدماغ إلى أننا قد شبعنا لكن عندما نكون مشغولين أو مشتتين، تضعف هذه الإشارات، مما يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام.
وأظهرت دراسات سابقة أن من ينشغل بمهمة معرفية صعبة، مثل حفظ أرقام معقدة، فإنهم يضيفون كميات إضافية من السكر إلى مشروباتهم دون أن يشعروا بمذاقها كما ينبغي.
العوامل التي تؤثر على حاسة التذوق
وتؤثر عوامل التشتيت ليس فقط على الكمية التي نتناولها، بل أيضًا على كيفية تجربة الطعام، إذ أظهرت دراسة أجرتها فان ديلين في عام 2023 باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي، أن الأشخاص الذين كانوا مشغولين بمهمة معرفية معقدة صنفوا المحلول السكري على أنه أقل حلاوة مما كان عليه في الواقع. هذا يشير إلى أن دماغنا لا يعالج المذاق بشكل كامل عندما يكون مشغولًا.
كيف يمكننا تحسين تجربة الطعام؟
أوصى الباحثون باتباع بعض الاستراتيجيات لتحسين تجربة تناول الطعام. أولاً، يُنصح بتقليل عوامل التشتيت قدر الإمكان. يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع الهواتف بعيدًا أو إيقاف تشغيل التلفاز أثناء تناول الطعام. إضافة إلى ذلك، تبين أن تناول الطعام ببطء والمضغ الجيد يمكن أن يساعد على تقليل كمية الطعام المستهلكة ويزيد من شعور الشبع.
الاستمتاع بالطعام كمفتاح للصحة
بينما قد يكون من الصعب التخلص تمامًا من جميع عوامل التشتيت، يشير الخبراء إلى أن تقليلها يمكن أن يحسن من قدرتنا على تذوق الطعام والاستمتاع به. كما أن تناول الطعام في بيئة هادئة أو مع الآخرين يمكن أن يساعد على تناول الطعام بشكل أبطأ، مما يسمح بإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ في الوقت المناسب.
إذا كنت ترغب في تحسين علاقتك بالطعام وزيادة الوعي بتناوله، حاول تطبيق بعض من هذه النصائح لتقليل التشتيت والتركيز على الطعام، مما سيعود بالفائدة على صحتك العامة.