09 يناير 2025, 2:26 مساءً
يشهد لبنان لحظة تاريخية مفصلية بعد الإعلان عن انتخاب العماد "جوزيف عون" رئيسًا للجمهورية.
وبحسب "سكاي نيوز عربية": فإن "عون" الذي يتحوّل من قائد عسكري صارم إلى رجل دولة متطلّع للإصلاح، يقف أمام مسؤولية ضخمة تتطلّب رؤية واضحة وشجاعة سياسية لقيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
وأشارت إلى أنّه في مطلع 2021 قال قائد الجيش اللبناني آنذاك ورئيس الجمهورية المنتخب اليوم: "سينهض وطننا من جديد".
وأضاف "عون": أن العسكريين "قاموا بواجبهم على أكمل وجه خلال العام المنصرم الذي كان صعبًا على مختلف الصعد، وعلى جميع اللبنانيين، ولم يكونوا هم بمنْأى عن صعوباته التي واجهوها ملتزمين بواجبهم".
وأردف: "عهدتُكُمْ أبطالًا في كل الأوقات، وجعلتموني فخورًا بكم، وسأبقى".
ووفق "سكاي نيوز عربية": فإن هناك استحقاقات كبيرة تطلّبت اليوم من الرئيس "جوزيف عون" جهودًا أكبر، وتحدّيات من المرتقب أن يواجهها بصلابة وعنفوان؛ فهو الذي لم يسمح للفتنة بالتغلغل بين اللبنانيين من خلال مؤسسة الجيش اللبناني.
وبحسب المتتبعين: فإن الآمال تتعلّق بالرئيس الجديد على الرغم من المخاض الذي يعيشه لبنان؛ ففي ظلّ الأزمات المتشابكة التي يعيشها لبنان، يبرز اسم العماد "جوزيف عون" كإحدى أبرز الشخصيات التي أثارت اهتمام اللبنانيين والمجتمع الدولي على حد سواء.
ومن المؤسسة العسكرية إلى سدّة الرئاسة، يشكّل "عون" رمزًا للأمل في إعادة بناء الدولة واستعادة سيادتها.
وقد وُلد "جوزيف عون" في منطقة سن الفيل شرق بيروت عام 1964، وهو من بلدة العيشية في جنوب لبنان.
ونشأ في بيئة متواضعة تميّزتْ بالقيم الوطنية. التحق بالكلية الحربية اللبنانية؛ حيث تخرج ضابطًا في الجيش اللبناني، ومن ثَم بدأ مسيرة عسكرية طويلة شهدت ترقيات متتالية نتيجة لكفاءته وانضباطه.
وتولّى عون عدة مناصب قيادية في الجيش اللبناني؛ حيث أظهر مهارة متميزة في إدارة العمليات العسكرية المعقدة، خصوصًا تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن. عُيّن قائدًا للجيش في مارس 2017؛ إذْ ركّز على تعزيز دور المؤسسة العسكرية كحامية للسيادة الوطنية ووحدة البلاد.
وخلال قيادته للجيش واجه العمادُ "جوزيف عون" تحديات كبرى، في مقدمتها مكافحة الإرهاب، قاد الجيش اللبناني في معارك حاسمة ضد الجماعات الإرهابية، لا سيما في جرود رأس بعلبك والقاع عام 2017؛ حيث نجح في تطهير المنطقة من تنظيم "داعش".
وتولّى مهمة حماية الاستقرار الداخلي؛ حيث أثبت "عون" قدرة الجيش على لعب دور محوري في الحفاظ على الأمن خلال فترات التوتر السياسي والاجتماعي التي شهدها لبنان.
وعمل على تعزيز الشفافية في المؤسسة العسكرية من خلال تحسين سمعة الجيش من خلال مكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة الإدارية داخله.
وركّز كذلك على التعاون الدولي؛ حيث حرص على تطوير علاقات الجيش اللبناني مع الدول المانحة؛ مما ساهم في تأمين دعم لوجستي وعسكري ساعد في تعزيز قدرات الجيش.
ومع انتخاب الرئيس "جوزيف عون" رئيسًا للجمهورية اللبنانية، يُنظر إلى "جوزيف عون" كشخصية إصلاحية تتمتّع بخبرة عميقة في إدارة الأزمات، ويُتوقع أن يركز على استعادة سيادة الدولة بتطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، وجمع السلاح غير الشرعي، وإصلاح المؤسسات بمحاربة الفساد وإعادة هيكلة القطاعين الإداري والاقتصادي، وتعزيز العلاقات الدولية بتوظيف علاقاته الدولية لإعادة الثقة بلبنان واستقطاب الدعم الاقتصادي.
ورغم الكفاءة التي أظهرها "عون" خلال مسيرته، فإنّ الطريق أمامه ليس سهلًا؛ ومن أبرز التحديات التي سيواجهها: تدهور الليرة اللبنانية وأزمة الودائع المصرفية، وإدارة التناقضات الداخلية بين الأطراف السياسية المتصارعة، وتحقيق إصلاحات جذرية في ظلّ نفوذ الدويلة التي تشكّل عقبة أمام السيادة الوطنية.
ويرى المحلِّلون أن "جوزيف عون" يحظى بدعمٍ دولي وعربي؛ كونه شخصية حيادية ملتزمة ببناء الدولة. هذا الدعم يُعدُّ عاملًا حاسمًا في تعزيز قدرته على تنفيذ الإصلاحات واستعادة ثقة اللبنانيين.